البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - امسكته - وأمسكتُ به الإثنين يناير 03, 2011 4:30 pm | |
|
شيء من اللغــة .. أمسكته - وامسكتُ به
د. كامل جميل ولويل - الفرق بين الكلمتين في الشكل وفي الحروف واضح، ماذا اضاف حرف الجر لهذه الكلمة، كلتا الكلمتين تدل على الامساك، فماذا نفع حرف الجر إذاً؟ اما النحويون فمذهبهم التمييز الظاهري بين الشكلين أي اعراب كل منهما وفقاً لهذه التركيبة، فهم يقولون امسكتُ فعل ماض، والتاء فاعل، والهاء مفعول به، هذا مجرى النحو في التعامل مع التراكيب اللغوية، ويعربون الكلمة الثانية على صورة مقاربة لاعرابهم الاولى، يقولون: امسكتُ فعل ماض، والتاء فاعل، والباء حرف جر والهاء ضمير متصل في محل جر، كل هذا صحيح ولكنه لا يقدم لافكارنا ومعانينا شيئا، لانه يعالج الشكل وقد اقتصر على ذلك في اغلبه، ولكن لا بد ان يكون للمعاني نصيب، لان اللغة وسيلة للتفاهم، ان استعمال الجمل والحركات الاعرابية، والحركات البنائية واسلوب بناء الجمل والعبارات والفقرات، كل هذا يقصد به شيء واحد فقط هو المعاني بل الاحاطة بأدق المعاني، هل الجملة القرآنية: ''وامسحوا برؤوسكم'' تستطيع ان تلحق بها الجملة العادية (وامسحو رؤوسكم)؟ وهل الجملة القرآنية ''ومن يرد فيه بإلحاد بظلم'' مثلها مثل جملتنا العادية وهي (ومن يرد فيه الحادا ظالما)؟ ان للجملة القرآنية مرتبة عالية، فالحرف باء، وهو حرف الجر اعطى للآية القرآنية تأكيدا والتصاقا، ان فيها اصرار الجاحد، ولما حذف الحرف سقط عن الجملة التأكيد والالتصاق والاصرار، لقد اعتدنا ان نقرأ في كتب النحو ما يلي: الباء في كلمة (بالحاد) حرف جر زائد، انه لا يوجد حرف زائد في القرآن كله، بل كل حرف يؤدي معنى معينا، وفي الجملة القرآنية ''كفى بالله شهيدا'' في النحو الباء حرف جر زائد، ويعربون الجملة: كفى فعل ماض، الله فاعل، والباء حرف جر زائد، شهيدا حال، إن الباء هنا في لفظ الجلالة (الله)، تفيد شدة ارتباط الفعل بالفاعل، وهذا يعني ان الفعل يطلب فاعله بقوة وحيوية، وقد آذن هذا الحرف (الباء) بأن الكفاية من الله تعالى ليست ضعيفة ولا مهزوزة ككفاية المخلوقين، ان كفاية الله مطلقة لا تتخلف، وكفاية المخلوق مرهونة بعوامل وافعال وتقاليد تتقلب من حين إلى حين.
منقول
| |
|