البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة الجمعة مايو 13, 2011 7:20 pm | |
|
شيء من اللغــة
د. كامل جميل ولويل
السؤال والجواب موقف آخر
يأتي السؤال في أحيان كثيرة محددا، وله عينة محددة ايضا، وله مادة محددة، فلا بد من الاجابة عليه، ولكن اللغة لا تأخذ بهذه القاعدة حرفيا، يأتي السؤال حاملا لكل هذه الاوصاف والتحديدات ولكن تتقدم النفس بشيء جديد اضافة الى تلك السمات، قال سبحانه ''وما تلك بيمينك يا موسى؟'' سورة طه 17، كل شيء في هذا السؤال محدد، ولكن موسى (ع) لم يجب على قدِّ هذا السؤال، وهذا جوابه كما ورد وفي سورة طه: ''قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب اخرى'' آية 18، انه يجيب الله تعالى، وهو يعلم انه سبحانه محيط علما بموسى وعصاه، فلماذا هذا الشرح؟ لقد شعر موسى براحة نفسية هائلة وطمأنينة، فأطال الشرح ليكسب في هذا الموقف ساعة لدنية في حياته، هذا وجه يدعو الى التطويل، ولكن لدى بلاغين اسباب اخرى، قالوا: لقد شعر موسى بالموقف العظيم امام الله عز وجل فاراد أن يشرح كل ما يتعلق بموضوع عصاه، فهي ملكه، هي تساعده في السير، وهو يضرب بها غصون الشجر ليقع الورق فترعاه الغنم، هذا موقف تجلي وعظمة وطمأنينة وايمان. ولكن انظر الى موقف آخر، يسأل فرعون في شيء لا يعرفه وليس له القدرة على ان يعرفه لا هو ولا من هم بجواره كما أنّ موسى (ع) لا يعرفه وليس له القدرة على ذلك، قال سبحانه: ''قال فمن ربكما يا موسى؟'' طه 49، وجاء في سورة الشعراء قوله جل وعلا: ''قال فرعون وما رب العالمين، قال رب السموات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين''، سؤال فرعون غريب جدا وسخيف جدا، انه يسأل عن ماهية الاشياء، وهذه لا يعلمها فرعون مهما اوتي من مستشارين وحكماء وقوة، ولا يعلمها موسى، هذا السؤال لغة يصنف انه سؤال خاطىء، فماهية الخالق غيب والا ما كان خالقا، ولا يحيط به فكر او بصر والا لم يكن خالقا، فاجابه موسى (ع) بالصفات المنبهة على معرفة الله، انه سبحانه رب العالمين، وهو رب السموات، والارض، وهو رب النجوم التي ترونها او لا ترونها ورب الشمس والقمر وغير ذلك كله، تلك اللغة وتلك طرقها.
| |
|