البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - علمت نفس ما قدمت وأخرت 1/2 الأحد سبتمبر 28, 2008 10:09 pm | |
|
هذا بيان للناس - علمت نفس ما قدّمت وأخرت 1/2
عبد الله حجازي - وترسم لنا مطالع سورة الانفطار مشهداً آخر من مشاهد يوم القيامة، هذا اليوم الذي جعل الله تعالى الايمان به من اركان تمام الايمان، ثم جعله بعد ذلك يوم الحق والعدل ويوم الحساب بلا عمل، بعد ان كانت دنيا الخلائق كلهم ايام عمل بلا حساب، على ان يوم القيامة بما نقله القرآن الكريم من مشاهد له، انتشرت على امتداد نصوص عديدة تحدثت عن احداث خص الله تعالى بها هذا اليوم ليس لها من سابقة، ثم بين ان هذه الأحداث انما يأتي بعضها في مقدمة وصول هذا اليوم، بعد ان تصل احداثه الى غايتها، هناك من يؤخذ صحبة الى الجنة، وهناك من يساق قسراً الى النار ثم بعد ذلك حياة آخرة عنوانها الثابت الخلود. ولقد اتفقت الانفطار مع سابقتها التكوير على بيان احداث تقع على معالم من هذا الكون، وتأتي هذه الاحداث في مقدمة اليوم العظيم، يوم القيامة، بما قام عليه من حراك ينصب على تحقيق الغاية من الحياة الاولى التي وهبها الله تعالى لخلقه، واول هذا الحراك الموت لكل مخلوق حي، ثم بعده البعث لكل مخلوق ميت، في مقدمة وضع الميزان، لبدء الحساب ثم توجيه المخلوقات سنداً لنتائج هذا الحساب. واذا كنا نبحث هنا في دلالات عنوانها علمت نفس ما قدّمت وآخرت فان هذا النص يأتي جواباً على ما تقدمه، وبهذا فان البحث في النتيجة يستدعي الوقوف عند المقدمة وبيانها بما يمكن من فهم بنية هذه النتيجة، هكذا نجد اننا وسط مشهد من مشاهد يوم القيامة، يؤكد نزعة الحق والعدل التي ينزع اليها حراك هذا اليوم في مقدماته ونتائج وقائعه واحداثه، فكل ما وقع في مقدمة التكوير ومن بعدها الانفطار انما هدف للوصول الى هذه النتيجة، ان تعلم نفس كل ما قدمت وجميع ما اخرت.. لكن لماذا؟. - السماء انفطرت، والانفطار هو التشقق، يحدث للسماء الذي نراها الآن سطحاً واحداً متماسكاً لا يخطر بالبال ان تشقق والكيف مرهون لخيال قد يعجز عن رسم الصورة، الا ان هذا يحدث بأمر الله تعالى. - الكواكب انتثرت وانترثت يعني كما هو واضح تساقطت، أي ان ما نراه من اجرام سماوية، كان نجوماً او غيرها كل هذا يتساقط في ذلك اليوم، بأمر من الله تعالى اين يذهب؟ كيف يتساقط؟ هل يترتب على هذا ما نعلمه نحن من نتائج اصطدام الكواكب سواء بالارض، او ببعضها، كل هذا ليس في مقدور عقلنا على العلم حتى الآن، ما نحن على يقين به، ان الكواكب التي نرى وحتى التي لا نرى سوف تتساقط في ذلك اليوم. - البحار فجرت، وكما طالعنا عند سورة التكوير، اختلاف التأويل في تفجير البحار، فهناك من رأى ان هذا سيكون على شكل تفجرها باتجاه بعضها البعض لتصير بحراً واحداً متحداً كقطعة واحدة، وهناك من فهم على انه تفجير يؤدي الى ذهاب مائها ويباس ارضها، وثالث رأى على اختلاف مما تقدم ان البحار آنئذ تتفجر فيذهب جميع مائها، اياً ما سيكون عليه المشهد فان ما هو يقين ان البحار وهي احد مظاهر كرتنا الارضية بما يساوي ثلاثة ارباعها، سيقع عليها هذا كحدث من مقدمات القيامة.
منقول
| |
|