البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس الإثنين سبتمبر 01, 2008 11:59 am | |
|
هذا بيان للناس
النفس فـي القرآن (1) عبد الله حجازي - يفضي البحث عن دلالة لفظة نفس عند مراجع اللغة والفقه والفلسفة، الى آفاق عديدة تحدد المعنى الذي تقصده اللغة.. او الفقه.. او الفلسفة من هذه اللفظة، ولعل في تعدد هذه الآفاق ما جعل استخدام هذه اللفظة يقدم طيفاً واسعاً من صيغ قدمت دلالات واسعة استجابت لها هذه اللفظة البعيدة الدلالة. اما الفلاسفة والمناطقة فقد قدموا تفريقات عدة للنفس، لعل عمومها نجده في ما اتفقوا عليه من ان النفس هي الجوهر الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الارادية. هذا في الوقت الذي قدمت العربية تعريف النفس على انه المكون للذات الحياتية التي تتجسد مظاهرها في الحراك الحياتي، كل هذا على تنوع في معانيها تفرزه استخداماتها في حين جاءت النفس في رحاب الفقه الذي انتجته العقيدة الاسلامية على انها مرادف للكيان الحي الذي خلقه الله تعالى وهو شامل لكل ما يمكن ان يجسد الذات من خلال افعالها التي تؤدي صفات هذه الافعال الى توصيف النفس بأنواعها. فقد قال الفقه ان النفس هي الروح وقال انها الشخص وقال انها الذات وقال انها الجسد حتى انه قال بأنها الدم الذي ان غاب عن الجسد اذهب الموت النفس، على ان ابعد ما قدمه الفقه من دلالة للنفس، ما قاله البعض ان النفس هي الحقيقة واستدلالات كل هذا تنبثق من تأويلات نصوص قرآنية، حملت لفظة النفس، تبقى الاشارة الى ان النص القرآني حمل الينا انواعاً من النفوس، جاءت صفتها فيما اضيفت اليه، كما وردت في آيات لا نشك ان الجميع يعرفها: الامارة بالسوء.. اللوامة.. المطمئنة.. وغير ذلك.. على ان اول دلالات النفس كما حملها النص القرآني، ربما كانت تلك النفس التي كانت المصدر الاول والاساسي، لما تبعها من انفس، توالدت عن هذه النفس الاولى، وما تزال تتكاثر لأعمار هذه الارض، تحقيقاً للهدف الاساس التي انشأها ومن ثم حركة الحياة وهذه النفس الادمية بما احاط بها من حراك حياتي تناول النشأة ومن ثم حركة الحياة لبناء التاريخ.. تاريخ هذه الارض، هذه النفس هي نقطة البداية التي يمكن ان تقدم لنا المعنى الحقيقي والمقصد الفعلي الذي جاءت هذه اللفظة لتقدمه، ليكون من ثم المرجع في فهم دلالة اللفظة حيث استخدمت في ما بعد ذلك من مواقف، بحيث نرى الانسان داخل النفس اينما وردت سواء كانت هذه الرؤية واضحة بينة مباشرة، او كانت ضمنية تحتاج منا الى جهد بحث يوصلنا الى فهم ابعد من ظاهر النص وما يمكن ان يقدمه من دلالة، ولنذكر دائماً ان النفس بحذرها نفس هي التي قدمت لنا معنى النفيس من هنا كانت النفس التي اشارت الى الأنا او الى الوجود ثمينة على الله، ادان بشدة الاعتداء عليها، وجعل جزاء هذا الاعتداء حين يفضي الى القتل العمد الخلود المطلق عذاب اخروي ان بدأ لا ينقطع، في حين ترتع النفس المعتدى عليها في القتل في جنات الخلد بغض النظر عن ميزان اعمالها، ما قامت المرجعية الايمانية النفس في القرآن هذه موضوعات رمضاننا هذا.. وكل عام وانتم بخير.
منقول
| |
|