البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - النفس في القرآن (29) - علمت نفس ما قدمت وأخرت 2/2 الثلاثاء سبتمبر 30, 2008 7:45 pm | |
|
هذا بيان للناس النفس فـي القرآن (29)
علمت نفس ما قدمت وأخرت 2/2
عبد الله حجازي - تعددت مشاهد يوم القيامة التي نقلتها آيات من الذكر الحكيم، كما اسلفنا في مواقع سابقة، وجاء هذا التعدد ليقدم احداثيات جديدة في كل مشهد ينقله النص القرآني، وكان هذا التجديد، لبناء الرهبة والاعتبار من احداث هذا اليوم، حتى تسكن النفس الرغبة في الاستعداد لمواجهة اهوال هذا اليوم، هذا الاستعداد الذي يقوم على مرجعية ايمانية سليمة صادقة خالصة من رياء او شبهة شرك او وسوسة نفاق. وبالأمس تناولنا ما قدمته مقدمة سورة الانفطار من مشهد جديد تشكل من احداثيات منها:. - القبور بُعثرت، أي قلبت ظهراً لبطن، فبعثرت ما فيها من خلائق ايقظتهم النفخة الثانية التي آذنت ان يعود الخلق الى الحياة باذن الله وارادته بعد ان غفوا غفوة الموت من مات منهم قبلاً ومن اماتته النفخة الاولى، فخرجوا الآن جميعاً بانتظار اجراءات الحساب، حين يأذن الله تعالى. عندها.. بعد ان تكون السماء انفطرت والكواكب انتثرت والبحار فجرت والقبور بُعثرت، عندها يقف كل امرىء، بما كسب رهين، وكل نفس بما عملت مرهونة، حين تعلم ''ما قدمت وأخرت''، عندما ''ينبئ الانسان بما قدم وأخر''. هكذا ترسم هذه الآيات حقائق تبني مشهداً عناصره ظواهر طبيعية ليس في مقدور الوعي الانساني اليوم تصورها، ولأن ذاك اليوم يوم القيامة ليس كمثل غيره من ايام الحياة الطبيعية فان ما يتفق واحداثه جاء خارج عن حراك الحياة الطبيعية لظواهر الكون التي اعتدنا عليها، هنا في هذا اليوم تنفطر السماء فينذهل الانسان وتنتثر الكواكب في حال لم يألفه الانسان، لذا يبعث في نفسه الخوف، وتنفجر البحار فتبعث الرعب في قلوب المشدوهين وهم يرون ما لا يألفوه، الى ان يخرج الاموات من قبورهم، على صورة ما الفها الانسان مذ كان خليفة في هذه الأرض حتى تلك الساعة. عندها.. وبعد هذا كله، تنتشر الاعمال، توزع الكتب، فكل يأخذ كتابه بما هو عليه عنوان كتابه فلليمين كتبها.. وللشمال كتبها، للفائزين كتبهم وللخاسرين كتبهم، كل يقرأ ما رصده هذا الكتاب من عمل عليه سيقوم الحساب،، ان خيراً وجد الخير، وان شراً فلا يلومن الا نفسه ذلك ان من رصيد هذا كله ملكه لا يقدر عليه هوى، ولا تأخذه في حقه لومة لائم، يقرأ حامل الكتاب فيكتشف مع كل حرف طريقه يبحث عن وسيلة للخروج من مأزق وجد نفسه فيه، فلا يقدر عليها، ذلك ان ظرف وزمن العمل انتهى، والآن حساب كل نفس بما قدمت في الحياة الدنيا هو امامها الآن في يوم حسابها الذي تكتشف فيه كم اخرت عن نفسها من عمل صالح كان يمكن ان يكون منقذها اليوم مما هي فيه من معاناة، تتمثل في بحثها عن فداء تفتدي به نفسها حتى لو كان هذا الفداء امه وابيه وصاحبه وكل من كان له به قربى في الحياة الدنيا ''يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه''.
منقول
| |
|