البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد الجمعة سبتمبر 19, 2008 9:16 am | |
|
هذا بيان للناس - وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد
عبد الله حجازي - هذا مشهد آخر من مشاهد يوم النفخة الثانية، اول ايام الحياة الآخرة، يوم يبعث الناس جميعاً بعد موت النفخة الاولى، انه يوم الحساب، هذا اليوم الذي ما اكثر ما نقل النص القرآني اوصافاً لما سيكون عليه، كلها لتذكرنا به، ليس بهدف لا ننساه فحسب، ولكن لأهداف ان نعد العدة لاستقبال هذا اليوم، الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم، يوم هم من الاجداث الى ربهم ينسلون، يوم يتساءلون من بعثنا من مرقدنا.. واوصاف عديدة خص الله تعالى بها هذا اليوم الأعظم ليس في حياة البشرية جمعاء فحسب، بل هو اليوم الاعظم في حياة كل فرد من ابناء آدم منذ ان هبط من الجنة الى الارض.. وحتى يوم النفخة هذه التي يأتي بها الانسان كل انسان ليلاقي نتاج حياته. على ان الأنفس لا تأتي الى مواقع الحساب يومئذ وحيدة، بل يأتي معها من يرافقها لاسباب ودوافع اساسية وحية، هم لا يرافقونه عبثاً في هذا اليوم:. يوم ينفخ في الصور ذلك يوم الوعيد* وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد* لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد 20-22 ق. يرسم النص في آياته الثلاث هنا، مشهداً متكاملاً يوم البعث الاخير، يوم النفخة الثانية، ذلك ان النفخة الاولى قضت بأن يموت من كان حياً من بني آدم، ثم تأتي النفخة الثانية ليبعث الاموات كلهم من مات قبل ومن مات بأثر النفخة الثانية، في اليوم الذي كان وعداً من الله تعالى بأن يبعث الجميع ثم يحاسب ليلاً، فيعذب الكفار بنار جهنم التي يرونها وعندها يعلمون علم اليقين بعد ان كفروا بكل ما هم فيه الآن، من بعث وحساب وعقاب، تماماً كما يرون اولئك الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وهم يرون كيف سيق الذين اتقوا ربهم وعملوا صالحاً الى الجنة زمراً في انتظارهم خزنتها يستقبلونهم بالسلام عليهم وعبارات ترحيبهم ان طبتم فادخلوا جنة الخلد. نقل ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (ان الله لما فرغ من خلق السماوات والارض خلق الصور فأعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره الى العرش ينتظر متى يؤمر بالنفخة)، فقال ابو هريرة: يا رسول الله وما الصور؟ قال عليه الصلاة والسلام (قرن عظيم والذي بعثني بالحق ان عظم دارة فيه كعرض السماء والأرض، وينفخ فيه ثلاث نفخات ، الاولى نفخة الفزع والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة البعث والقيام لرب العالمين) على ان الرواية الاصح ان النفخ في الصور نفختان لا ثلاث، لأن الفزع والصعق كما يراهما المفسرون متلازمتان، بحيث ان الفزع يأتي معه الموت. اياً كان فان الموت مقدمة الحياة الآخرة لا بد وان يمر بها كل مخلوق حي، هكذا لا بد من نفخة اولى يموت اثرها كل من كان حياً في هذا اليوم الموعود الذي سماه الله تعالى بيوم الوعيد، ثم لا بد من نفخة ثانية توقظ الاموات فزعين يتساءلون من بعثنا من مرقدنا هذا فيأتي الجواب هذا ما كنتم توعدون . يتبع..
| |
|