البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - النفس في القرآن (2) الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 2:46 pm | |
|
هذا بيان للناس - النفس في القرآن (2)
عبد الله حجازي - يا أيها الذين اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة . هذا نص يحمل اول حروف قصة الخلق وما تلاه بعد ذلك، ولئن تقدم طلب التقوى في مقدمة النص الذي قدم لنا حقيقة ان هذا الخلق منذ اوله حتى الآن انما جاء من نفس واحدة، تقول لان تقدم طلب التقوى هذا النص، فذاك لأن التقوى في العقيدة كانت دائماً مناط كل امور المسلم ومقدمة اعماله وصولاً الى نتائج تقوم على مكافأة تتأتى دوماً على عبادة واستجابة لامر الله، والامر هنا التقوى والتقوى هنا لله، والله هو الخالق للناس جميعاً ومن نفس واحدة. هكذا.. فان النص هنا، وان جاءت غيره نصوص مشابهة الا من تنوع بسيط، هذا النص ربما قدم لنا اول وأكد معاني النفس الذي يبدو واضحاً هنا انه آدم عليه السلام وبالتالي فان الاشارة والدلالة والمعنى الذي تريد لفظة نفس ان تقدمها هي الانسان وانما جاءت النفس كي تعبر عن الانسان او ان شئت آدم عليه السلام كي يمتد المعنى ليتجاوز الحالة ذاتها الى ما جاء بعدها، فهذه النفس الواحدة، منها جاء زوجها - زوجته - ثم بعد هذان كانت ارادة الله تعالى ان : بث منهما رجالاً كثيراً ونساء . ويدهشنا الاعجاز القرآني هنا، اولاً حين يأتي نص الخلق من نفس واحدة هي آدم، ثم خلق الزوج من هذه النفس ؟ نفس آدم، كل هذا في مطلع سورة النساء، ليقدم لنا الفعل الاعجازي الالهي الأعظم. خلق الانسان على غير سابقة، وليجعل المرأة او النساء هن حواضن هذا الخلق بعد الخلق الاول، لتكون سورة الناس بمطلعها الفصل الذي تحدث عن عملية الخلق عبر استخدام لفظة نفس . يجعلها مرادفاً للانسان او دليلاً عليه، ثم بعد ذلك، ليبين لنا ان كل ما كان من بشر انما هو بث من تلك النفس - آدم - ومن ثم مع زوجها. ومواد.. كما هو معروف.. كانت النفس الثانية، بعد آدم النفس الاولى التي خلقها الله تعالى سواء ونفخ فيها، نجد قصة خلقها كما يروي ابن مسعود وابن عباس انه لما سكن آدم الجنة مشى فيها مستوحشاً، فلما نام خلقت مواد من ضلعه القصري من شقه الايسر ليسكن اليها ويأنس بها، فلما انتبه رآها فقال: من أنت؟ قالت: امرأة خلقت من ضلعك لتسكن اليّ . ما يعنينا هنا ان النصوص التي تحدثت عن اول انسان خلقه الله تعالى، اشارت اليه على انه نفس ، مما يعني ان هذا الاستخدام وفي هذا الاطار، الخلق الاول، جاء شمولياً بحيث يمكن الاشارة اليه على انه اصل الدلالات الاخرى التي حملتها نصوص قرآنية اشتملت على لفظة نفس ، فجاءت اما لتكرس هذا المعنى الشمولي، او لتدلل على جزئية من مكونات النفس الشاملة لكل ما تشكلت عليه ومنه الذات الانسانية، ان التنوع في استخدامات لفظة النفس على امتداد الكتاب الكريم يؤكد ان هذه اللفظة تأتي لترادف لفظة الانسان بغض النظر عن كل ما يذهب اليه الفلاسفة والمناطقة الذين يصوغون محددات ابعد بكثير مما حملته النصوص القرآنية التي جاءت نفس ضمنها.
منقول
| |
|