البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - لو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض الجمعة سبتمبر 12, 2008 10:49 am | |
|
هذا بيان للناس - لو ان لكل نفس ظلمت ما فـي الارض
عبد الله حجازي - تنقل الآية الكريمة 54 من سورة يونس، احد مشاهد يوم القيامة، التي تأتي لبيان احوال الانسان في ذاك اليوم العصيب الذي دعي يوم الحساب على اساس انه يوم ليس فيه من حراك الحياة الا الحساب الذي تتوقف على محصلته شكل ما سيكون من وجود الانسان بعد ذلك، فهو اما ان يفلح في هذه المحصلة فيكون الله تعالى قضى ان يجعله من اهل الجنة والنعيم الدائم المقيم بعد ان يكون قد سلم من النار، وبذلك يكون حقق ايجابيتين، الاولى النجاة من عذاب جهنم والثانية انه ادخل الجنة، في حين ان الآخر وقع في شراك سلبيتين الاولى خسارة الجنة والنعيم المقيم والثانية الخلود في العذاب، كل هذا حتمي عند ذلك اليوم، ولا مجال لتغييره ذلك ان دار العمل انتهت الى ما انتهت اليه الا وهو الحساب اليوم دونما وسيلة الى أي عمل. هناك.. عند موقف الحساب، تتبدى الحقائق الدامغة التي حتى حين انكارها، تتعدد الشهود التي تؤكد وقوعها اعمالاً سجلتها وسائل لا سبيل الى انكار دقتها وصدقيتها وبالتالي استحالة اسقاطها، وتكثر عندها الاماني، وتعلن الامنيات، بعد ان انكشفت الحقيقة التي تجري محاولات تغييرها، فتتوالى الطلبات بالعودة الى حياة تتعهد فيها النفوس ان تعمل غير التي كانت تعمل في محاولة لتجنب المصير السيء الذي يفضي الى عذاب جهنم. ولقد نقلت الآية 54 من سورة يونس مشهداً من احداث ذلك اليوم - يوم الحساب - وجاء النص القرآني فيها ليقدم حدثاً بني على امنية حتى لو تحققت فانها لن تفضي الى النجاة: ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به واسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون . المشهد هنا شخوصه كل نفس ظلمت والظلم كما يريده النص هنا يؤشر على الكفر، وهذا هو معناه هنا، ذلك ان موقف الكفر يوقع ظلماً على النفس لأنه يورد هذه النفس موارد التهلكة، هكذا كان الكفر ظلماً، بل ابشع انواع الظلم واغباها، لأنه يقع على النفس، فقد يمكن فهم لماذا نوقع ظلماً على الآخر تحقيقاً لمصلحة، لكن لا يمكن فهمه كيف نوقع ظلماً على النفس دون ان نكون اوغلنا في مجاهل الغباء، اذن لو ان لكل نفس او لأي نفس اوقعت ظلماً على ذاتها، أي كفرت وانكرت واشركت، لو ان هذه النفس الكافرة المشركة، حازت كل ما هو في الارض، ثم قدمته لتفدي به ذاتها من العذاب بعد ان رأته، مجرد رؤيا - قبل ان تقع فيه ويقع عليها - لو انها ملكت ذلك، لتنازلت عنه وقدمته لتفتدي به نفسها من العذاب، الا ان هذا لن يتجاوز حال الأمنية لو ، هناك عند هذا الموقف من يوم الحساب، يتسيد العدل، ويدان الظلم، ويقوم الحساب على القسط الذي لا يقبل ولا يفضي الى ظلم أي كان شكله، حتى ولو كان فداء اصله كل ما في الدنيا، بعد ان عاث الظلم فساداً وافساداً في الحياة الدنيا، وحين تجلت الحقيقة عبر مجرد رؤيا العذاب، كان الفرد المرفوض وغير المقبول ذلك لأن شروطه قد سقطت.
منقول
| |
|