موضوع: أحداث رمضانية - مولد الشخ حسنين مخلوف الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 9:03 am
احداث رمضانية - مولد الشيخ حسنين مخلوف
يعد الشيخ حسنين مخلوف أحد كبار العلماء المعاصرين ومفتي الديار المصرية التي شهدت مواقفه الجليلة في المنافحة عن الدين الإسلامي، وكان والده الشيخ محمد حسنين مخلوف واحدا من العلماء الكبار الذين تولوا مناصب متقدمة في المؤسسة الأزهرية، ويعود له الفضل في انشاء مكتبة الأزهر وفهرستها وتصنيفها بعد جهد كبير أسهم في الحفاظ على كثير من الكتب والمخطوطات الإسلامية، كما أصبح والده وكيلا لمشيخة الأزهر. وفي هذه الأجواء الطيبة ولد الشيخ حسنين مخلوف في السادس عشر من رمضان 1307 هجرية (1890 م) في أحد أحياء القاهرة القديمة، وألحقه والده وهو في السادسة من عمره بأحد الكتاتيب ليحفظ القرآن الذي أتمه حفظا وتجويدا وهو في العاشرة من عمره، وأيضا تلقى في الكتاب مبادئ القراءة والكتابة والنحو وحفظ ما تيسر له من الأحاديث النبوية، وأصبح مؤهلا وهو في الحادية عشرة من عمره للالتحاق بالدراسة في الجامع الأزهر فتلقى العلوم الدينية على يد مجموعة من الفقهاء والعلماء الكبار، على رأسهم الشيخان عبد الله دراز ويوسف الدجوي، وأثناء دراسته أفتتح معهد القضاء الشرعي فألتحق به لنبوغه في العلم وتفوقه على أقرانه. وتخرج من المعهد وهو في الرابعة والعشرين من عمره بعد أن اقترب من مشايخ الأزهر الكبار وجادلهم وأقنعهم بأهليته لتولي مهام القضاء الشرعي، وعمل على التدريس في المعهد ذاته بعد تخرجه لمدة عامين قبل أن يرسل إلى محافظة قنا في الصعيد ليعمل قاضيا، وانتقل الشيخ من قنا إلى محافظات عدة قبل أن يستقر به المقام في مدينة الإسكندرية سنة 1941 م حيث عين في منصب رئيس للمحكمة الشرعية، وعمل مخلوف في تلك الفترة على تطوير القضاء الشرعي وتحديثه. تولى مخلوف منصب مفتي الديار المصرية سنة 1946 وبقي في ذلك المنصب حتى سنة 1954، وأصبح بعد ذلك رئيسا للجنة الفتوى في الأزهر الشريف، وكذلك أنتخب عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، وحظي الشيخ بإقبال كبير في مجال الفتوى خاصة لما عرف عنه من الجرأة وعدم المهادنة فيما يتعلق بأمور الدين، وخاض الشيخ سجالا واسعا ضد السياسات الاشتراكية التي أتبعتها الحكومة المصرية بعد ثورة 1952، ولكن مهابته العلمية كفته في تلك المواجهة التي لم يتراجع عنها أبدا. يعد كتاب فتاوى شرعية من أهم الكتب التي وضعها الشيخ مخلوف وما زال الكتاب موضع احترام وتقدير في أوساط المسلمين الذين يجدون فيه إجابات لكثير من الأسئلة التي تتعلق بالحياة المعاصرة وأسئلة المسلمين بطريقة تجنبهم الحرج، من أهم كتبه أسماء الله الحسنى والآيات الكريمة الواردة فيها و أضواء من القرآن الكريم في فضل الطاعات وثمراتها، وخطر المعاصي وعقوباتها و أضواء من القرآن والسنة في وجوب مجاهدة الأعداء و الدعوة التامة والتذكرة العامة ، وكذلك كتابه المواريث في الشريعة الإسلامية والذي ما زال مرجعا في القضاء الفقهي في موضوع المواريث والتركات. كذلك حقق الشيخ العديد من الكتب الدينية التراثية، ومن أهمها هداية الراغب بشرح عمدة الطالب للإمام النجدي، ولقي في حياته التكريم من الدولة والمؤسسات الدينية فحصل على كسوة التشريف العلمية مرتين الأولى، كما منح جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1982 م، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة 1983. توفي الشيخ الجليل في التاسع عشر من رمضان سنة 1410 هجرية وكان برغم شيخوخته ما زال يلقي المحاضرات ويفيد طلبته حتى يوم وفاته.