أحداث رمضانية - إتفاق طشقند يدخل قضية كشمير إلى الثلاجة
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: أحداث رمضانية - إتفاق طشقند يدخل قضية كشمير إلى الثلاجة الأحد سبتمبر 14, 2008 1:13 pm
احداث رمضانية - اتفاق طشقند يدخل قضية كشمير إلى الثلاجة
تعد كشمير من أجمل مناطق العالم ويصفها البعض بالجنة على الأرض، فهي عبارة عن أراض سهلية تقع بين قمم جبال الهملايا الأعلى في العالم، ولكن هذه الأرض الجميلة أصبحت مطوقة بصراع تاريخي عمره ستة عقود تطور من الاشتباكات بالأسلحة التقليدية إلى التهديدات النووية بين الجارتين باكستان والهند، حيث تحاول كل منهما فرض سيطرتها على كشمير، مما أدخل الإقليم في سلسلة من الحروب وعمليات التقسيم التي شتت شمل أسره وقبائله. تبلغ مساحة كشمير 242 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانه 15 مليون نسمة يمثل المسلمون أغلبيتهم، وكان متوقعا أن يلتحق الإقليم بباكستان عند استقلال شبه الجزيرة الهندية في سنة 1947، حيث قسمت الولايات بين الدولتين على أساس ديني فذهبت الولايات الهندوسية إلى الهند والمسلمة إلى باكستان، ولكن حاكم الإقليم الهندوسي رفض أن ينضم إلى باكستان واندفع إلى الجانب الهندي برغم التحفظات التي كان يمكن أن تشعل صراعات عدة في ولايات تتشابه ظروفها مع كشمير، ونتيجة لذلك بقيت كشمير مستقلة نظرا لهذه الوضعية مما دفع القبائل الباكستانية لمهاجمة كشمير وكانت تلك هي بداية الصراع الذي ما زال متواصلا إلى اليوم. قررت الهند أن تمنح الكشميريين فرصة لتقرير مصيرهم من خلال استفتاء شعبي، ولكنها نكصت بعهدها لأكثر من مرة خوفا من تحول الإقليم إلى باكستان أو استقلاله في دولة مسلمة تشكل مع باكستان وبنغلاديش طوقا حول الهند، ومع دعوة الهند إلى الاستفتاء دخلت قواتها إلى الإقليم المتنازع عليه، مما أشعل حربا استمرت لعامين بين البلدين وانتهت في سنة 1949، حيث تم وضع خط وقف إطلاق النار الذي مكن الهند من بسط سيطرتها على إقليم جامو كشمير، بينما حصلت باكستان على القسم الشمالي الذي دعي بآزاد كشمير أي كشمير الحرة . بقي الكشميريون في إقليم جامو كشمير يحاولون الاستقلال عن الهند طيلة السنوات التي تبعت التقسيم، وفي سنة 1965 تصاعد التوتر بين الهند وباكستان حول قضية كشمير، وبدأت الحرب الثانية سنة 1965 ولم يستطع أي من الجانبين أن يحسمها لمصلحته، وفي تلك الأثناء نجحت الجهود الدولية لإنهاء الحرب، والتمهيد لبدء أرضية لحل سلمي للصراع الكشميري. في الرابع عشر من رمضان سنة 1385 هجرية (1966) وجه الإتحاد السوفييتي الدعوة إلى الهند وباكستان إلى مؤتمر طشقند خاصة وأن الحسابات التي رتبتها الحرب الباردة بين السوفييت والمعسكر الغربي لم تكن تسمح باستمرار بؤرة كشمير الساخنة، وأثناء التفاوض توفي رئيس الوزراء الهندي مما أنهى المؤتمر دون أن يحقق تقدما للقضية الكشميرية وإن أعاد ترتيب التحالفات حول القضية، برفع الدعم السوفييتي عن الهند مما أدخل كشمير إلى ثلاجة الحرب الباردة. في سنة 1971 دعمت الهند استقلال باكستان الشرقية وتأسيس دولة بنغلاديش مما استفز الباكستانيين الذين فتحوا جبهة كشمير مرة أخرى، ولكن الهند استطاعت في هذه المرة أن تلحق هزيمة كبيرة بباكستان مما أضعف موقفها وتسبب في نجاح بنغلاديش في الانفصال، وتعقدت الأمور في غير صالح باكستان مع إعلان الهند حصولها على السلاح النووي بعد ذلك بسنوات، مما دفع الباكستانيين لقبول الدخول في سباق تسلح أسفر في النهاية على امتلاكهم لأسلحة نووية في نهاية التسعينيات، واستيقظ العالم على التجارب الهندية والباكستانية في المحيط الهندي، مما أنذر بأزمة جديدة في كشمير بدأت في سنة 1999 ولكن دون أن تتطور إلى مواجهة واسعة بين الجارتين اللدودتين. تمثل كشمير منطقة نزاع استراتيجي وليس من المتوقع أن تنتهي الأزمة الكشميرية قريبا خصوصا مع حالة التوتر في القوقاز وأفغانستان، وفتحت هذه الحالة بابا جديدا للتفاوض سنة 2004 ما زال متواصلا رغم نقاط الخلاف الكثيرة ووجود المقاومة الكشميرية منذ سنة 1989 والتي تحاول أن تخرج بالإقليم من بؤرة الصراع لتحقيق السلام و لم شمل الأسر المشتتة بين جانبي خط الهدنة.
منقول
أحداث رمضانية - إتفاق طشقند يدخل قضية كشمير إلى الثلاجة
الأحد سبتمبر 14, 2008 1:13 pm