البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - وما كان لنفس أن تموت .. 2/2 الأربعاء سبتمبر 10, 2008 9:07 am | |
|
هذا بيان للناس - وما كان لنفس ان تموت.. 2/2
عبد الله حجازي - قلنا.. ان هذه الآية 145 من البقرة ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتاباً مؤجلاً... قلنا ان حسمت قضية جوهرية، فقد اعلمتنا ان الموت حقيقة وموت لا يتأتى الا باذن الله تعالى، ومعنى ان يكون الموت باذن الله، ان تأتي متعلقات الموت وحركته بعد ان يأذن الله تعالى بذلك، وهذا الاذن هو الذي عرفنا به الله تعالى على انه القضاء والقدر بهذا يصبح الموت بقضاء الله وقدره اللذين يشملان كل متعلقات الموت، مكاناً وزماناً وكيفية، هكذا جاءت الصيغة بأنه ليس بامكان نفس ان تموت الا بالكيفية - زماناً ومكاناً - التي اذن بها الله تعالى لنهاية الحياة. وجاءت كتاباً مؤجلاً لتبين انه بغض النظر عن الشكل والكيفية التي افضت الى الموت، فان توقيت هذا الحدث في حياة الانسان، مرصود عند حد لا يسبقه ولا يتأخر عنه، انه الأجل الذي جعله الله تعالى الحد الذي يفصل بين زمنين.. زمن ما قبل الموت، وزمن ما بعد الموت، وبينهما يقع الأجل، فكتاباً مؤجلاً تؤكد ان الموت واقع لا محالة، بغض النظر عن الكيفية، والشكل، وان موعد هذا الموت غيب يعلمه الله تعالى وحده، وهو لم يطلع احد من مخلوقاته انس او ملائكة او جن على هذا الغيب ابداً. والاكيد انه متى مات المخلوق الحي، انكشفت كل متعلقات ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتاباً مؤجلاً تنكشف امامنا كل متعلقات موت هذا الذي مات، فنعرف زمان الموت ومكانه وكيفيته وحتى ادق التفاصيل المتعلقة به، ينتهي الغيب حين تتجسد الحقيقة، ويصبح معلوماً لكل عقل ما كان غيباً لا يعرفه الا الله، من هنا، فان الموت يكشف بعضاً من غيب الحياة التي صارت الى الموت بأجلها. ان النص القرآني كتاباً مؤجلاً حين يوازي النص الذي يقدر اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون هذان النصان حين يتوازيان يقدمان بوضوح حقيقة الأجل المتعلق بالموت، فالاجل غيب جعل الله فيه زمن الموت وجعل لحظة نهاية الحياة فيه، ثم اودع هذا كله غيباً لا يقدر على كشفه مخلوق، لذلك كانت لحظة الموت باذن من الله، وكذا كان التأخير فيها او التقديم غير مقدور عليه، الا عبر الوسيلة التي حددته نفسها باذن الله ، وهو اذن محكوم للغيب الذي لا يعلمه الا الله تعالى تحديداً وتفصيلاً. والغريب في هذا قول المعتزلة الذي لا ننقله ايماناً او اعجاباً به، ولكن لبيان كيف سفّ العقل المعتزلي حتى قال في هذا السياق: يتقدم الأجل ويتأخر، وان من قتل فانما يهلك قبل اجله، وهذا قول فاسد لجهة قصور الوعي في ادراك ان حقيقة الموت، لا تتأتى الا حين يقع هذا الموت في لحظة، هي التي تقرر اجل من مات بغض النظر عن الكيفية التي بقيت هي ايضاً في علم الغيب، فكيف يمكن لغيب الكيفية ان يغير غيب الزمن، في حين ان الاصل في الاجل هو الزمن ثم تأتي بعده الكيف التي يأتي عليها الموت، على أي حال، فان شطط الفكر المعتزلي اصاب العديد من الحقائق، حين عول هذا الفكر على علم الكلام الذي هو في محصلته النهائية نتاج عقل انساني تنتابه لحظات ضعف في الوعي.
منقول
| |
|