البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - انا مؤمن أنا مسلم لغةً الإثنين أغسطس 08, 2011 5:29 pm | |
|
شيء من اللغة - أنا مؤمن أنا مسلم لغةً
د. كامل جميل ولويل - ما معنى كلمة (مؤمن)؟ .. ما معنى كلمة (مسلم)؟ ترد الكلمة الأولى (مؤمن) ثلاث مرات في القرآن الكريم، ولكل منها معنى مخالف للآخر، او قل مختلف عنه، المعنى الأول هو المصدق، كأن يحدثك أخوك أو صديقك حديثا غريبا فتقول له: أنا مؤمن بحديثك وأما الثاني فكل إنسان اعتقد بان الله خالقه وان الرسول الذي عاصره هو نبي الله وان الحساب حق والآخرة حق وغير ذلك فهو المؤمن، واما الثالث فهو اسم من أسماء الله تعالى كما ورد في سورة الحشر «هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن»، ولكن كلمة مسلم فيها خطوة لغوية أخرى للامام، فلا بد ان يتمثل الفرائض الخمس، ولا بد ان يسلم أمره لله كمن يسلم نفسه في الحرب لآسره، لقد سلم إرادته لغيره، ونحن نفعل ذلك أمام الرسول وأمام القرآن، نسلم انفسنا لكل ما يأتي من الله ورسوله، قال سعد بن ابي وقاص قلت يا رسول الله اعط فلانا فانه مؤمن فقال النبي او مسلم اني لأعطي الرجل وغيره أحب اليّ منه مخافة أن يكبه الله في النار. لقد ظن بعض ا هل اللغة من المسلمين او غير المسلمين ان كلمة مسلم تدل على اعتقاد وإيمان اقل من المؤمن، فهموا ذلك من قراءتهم لآية الحجرات وهي قوله تعالى «قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم»، قالوا: لقد رد القرآن ادعاءهم بأنهم مؤمنون، قال لهم القرآن: إنتم مسلمون، وهذا يدل على ان مرتبة المسلم اقل درجة من مرتبة المؤمن! لا، ليس الأمر كذلك، لقد وصف الأنبياء الذين كانوا أعلام الهداية والارشاد والتبشر والانذار وصفوا بأنهم مسلمون، قال سبحانه في سورة البقرة عن إبراهيم وولده إسماعيل «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك» وقال سبحانه في سورة البقرة أيضاً: «ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قال نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون»، وقال سبحانه يصف خاتم النبيين بأنه مسلم «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين»، فصلاته وعبادته ومناسكه وحياته ووفاته وما يفعله إنما هو لله، وأنه مسلم أمره الله تسليماً تاماً في هذه الأمة الجديدة التي بدأ يبنيها في مكة والمدينة، ويريد النبي الكريم مهم أن يأخذوا بهذه الصفة الجديدة الإسلام أي الطاعة التامة لله، إنه بذلك أمر وهو أول المسلمين، ومعنى ذلك أنه يحض العرب وغير العرب على أن يكونوا مسلمين أيضاً، أمرهم كله لله تعالى. هذا هو مقتضى اللغة، المؤمن يصدق بما سمعه من الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمسلم يتفانى في تحويل ما سمعه من إيمان وعمل إلى سلوك يومي يرضي الله جل جلاله.
| |
|