البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - يا أيتها النفس المطمئنة الثلاثاء سبتمبر 30, 2008 6:23 pm | |
|
هذا بيان للناس - يا ايتها النفس المطمئنة
عبد الله حجازي - يا ايتها النفس المطمئنة* ارجعي الى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي .. يأتي السؤال او حتى الاسئلة: اولاً من هي هذه النفس المطمئنة، ثانياً متى يطلب اليها ان ترجع الى ربها راضية مرضية، ثالثاً من هم هؤلاء العباد الذين ستدخلهم معهم على طريق دخول جنة الله؟. هذه اسئلة تبعثها في النفس تداعيات البحث عن دلالات ومعاني هذا النص، الذي غالباً ما توجنا به رؤوس عبارات النعي ونحن نعلن عن نعي عزيز توفاه الله، هل يستقيم هذا الأمر؟. نبحث عن النفس المطمئنة، فنجد طيفاً من الدلالات والمعاني، هي التي اطمأنت وهدأ بالها واستقرت وفوضت امرها الى الله تعالى، فاتكلت في امرها عليه على اساس من ايمان والتزام بما يمليه الايمان وقيل المطمئنة الساكنة الموقنة بربها فرضيت نفسها وايقنت ان الله تعالى مثيبها على ما فعلت وانها برحمته مشمولة، وانه رؤوف بها وانه رحمن رحيم، وقيل انها النفس الراضية بقضاء الله تعالى ايقنت ان ما اخطأها لم يكن ليصيبها، وان ما اصابها لم يكن ليخطئها، فآمنت بقضاء الله وقدره تماماً كما آمنت بقدرته وعموم ارادته، وقيل الآمنة من عذاب الله، وقيل التي آمنت بيقين بما وعد الله في كتابه، كل هذا وغيره سجله القرطبي في الجامع لأحكام القرآن. اما متى يقال لها هذا؟ قال الحسن البصري: ان الله تعالى اذا اراد ان يقبض روح عبده المؤمن اطمأنت النفس الى الله تعالى، واطمأن الله اليها. وقال عمرو بن العاص: اذا توفي المؤمن ارسل الله اليه ملكين وارسل معهما تحفة من الجنة فيقولان اخرجي ايتها النفس المطمئنة راضية مرضية ومرضياً عنك اخرجي الى روح وريحان ورب غير غضبان . وقال سعيد بن زيد: قال رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم يا ايتها النفس المطمئنة ، فقال ابو بكر ما احسن هذا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ان الملك سيقولها لك يا ابا بكر اذا هي نداء لنفس المؤمن حين يكون في النزع الاخير، والنفس هنا تقابل الروح. اما الى من ترجع هذه النفس المطمئنة التي اطمأنت الى ان مصيرها الى الجنة بعد ان اطمأنت بايمان حقيقي فان النص جاء ليبين ان الرجعة هذه كي تدخل في عباد الله فادخلي في عبادي ، اذن هي عائدة كي تنضم الى فئة ابان الله تعالى بانهم عباده عبادي فمن هم هؤلاء:. كان التأويل اتفق على انهم الصالحون من عباد الله، فهذه النفس التي اطمأنت الى صدقية الرسالة السماوية بكل مكوناتها آمنت بصدق وفوضت امرها الى الله بصدق، ثم عملت لوجه الله تعالى بصدق، نبعث هذا كله في نفسها الطمأنينة الى ان صارت نفساً مطمئنة ولم تصر الى ما صارت اليه النفس اللوامة ، بعد هذا كله، فازت بأن صارت من عباد الله المختارين الذين جاء اختيارهم لأسباب ان الله تعالى يريد ان يدخلهم الجنة، هي ذلك.. نحن امام نص يقدم لنا نموذجاً من نماذج النفس التي صاغ عناصر بنائها الايمان السليم والعمل الصادق، فكان ان حازت الايمان المفضي الى راحة نفسية في الحياة الدنيا وطمأنينة على المصير في الحياة الآخرة لأنها ستدخل في عباد الله على طريق الجنة. والله اعلم.
منقول
| |
|