البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس ..ونهى النفس عن الهوى الأربعاء سبتمبر 24, 2008 7:26 pm | |
|
هذا بيان للناس ..ونهى النفس عن الهوى
عبد الله حجازي - يقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، وهو يرسم ملامح مجتمع المسلمين في المدينة المنورة، في ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوحي يتنزل من السماء، يضع للانسانية قوانين حياتها، يقول رضي الله عنه وهو يستشرف القادم من الايام على الأمة الاسلامية مخاطباً مجتمع المدينة انت في زمان يقود الحق الهوى، وسيأتي زمان يقود الهوى الحق لعله في مقولته هذه، يتحدث عن زماننا هذا، بيد انه استشرف هذا من النص القرآني الذي جاء بالحالين اللذين يتحدثان عن هذه الحقيقة فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فان الجحيم هي المأوى* وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فان الجنة هي المأوى . هكذا فان النفس هي التي تصوغ اياً من هذين الحدين الجحيم هي المأوى او الجنة هي المأوى وهي صياغة تنطلق من حرية ارادة مطلقة تقوم على قضاء معلوم، حين علمه الله تعالى قدره على خلفيه وهديناه النجدين فكان القضاء بالعلم يفضي الى القدر المحتوم الذي ترتب على حرية الاختيار - بيد ان النص وهو يقدم حقيقة ان اعمال المرء التي يرسم كنهها مآله ان للجنة او للنار، انما تأتي سنداً لقناعاته التي تقوده، اما الى تجاوز حدود الله وصولاً الى عصيانه، ليكون عندها قد طغى حين اختار الحياة الدنيا على ما فيها من زائلات ليس لها دوام على ما في الآخرة من كون يقوم على الخلود الابدي، في أي حال كان عليه المرء، ان في الجنة او في الجحيم بعد ان يكون طغى في دنياه وآثر الحياة الدنيا ، ينقل القرطبي هنا حديثاً قدسياً، بأن الله جل ثناؤه قال: (لا يؤثر عبد لي دنياه على آخرته الا بثثت عليه همومه ثم لا ابالي في ايها هلك). ونجد في اسباب نزول هذه الآيات، اكثر من رواية، وان تمحورت اغلبها حول مصعب بن عمير وبعضها شمل اخاه عامر بن عمير، اما مصعب رضي الله عنه، فانه وقى رسول الله صلى الله عليه بنفسه يوم احد حين تفرق الناس عنه عليه الصلاة والسلام، حتى نفذت السهام في جوفه، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم متشحطاً بدمه قال عليه الصلاة والسلام عند الله احتسبك وقال لاصحابه لقد رأيته وعليه بردان ما تعرف قيمتها وان شراك نعليه من ذهب مشيراً الى ما كان عليه عز حاله في الجاهلية، وما زهد فيه بعد الاسلام. ان المقابلة التي حملتها هذه الآيات، التي هدفت الى بيان الحال في الدنيا ثم المآل في الاخيرة، تصوغان واحدة من اهم وابرز قيم الحياة الاسلامية، التي اراد الله تعالى ان يكون عليها الفرد المسلم، فالمشهد الذي جاءت هذه الآيات بعضها من مكوناته، يرسم حالة من حالات يوم القيامة اذا جاءت الطامة الكبرى عندها يكون يوم يتذكر الانسان ما سعى وعندها ايضاً وبرزّت الجحيم لمن يرى ، ينكشف الحال الذي يأتي على حدين لا ثالث لهما عندها ان الجحيم هي المأوى لمن طغى وآثر الحياة الدنيا او ان الجنة هي المأوى لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى .
منقول
| |
|