البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هذا بيان للناس - النفس في القرآن (6) السبت سبتمبر 06, 2008 7:29 pm | |
|
هذا بيان للناس - النفس فـي القرآن (6)
''لا يكلف الله نفساً الا وسعها'' 1/2
عبد الله حجازي - وقعت ''لا يكلف الله نفساً الا وسعها'' في سياق الايات الثلاث التي ختمت سورة البقرة، وهي آيات لها تأويل ممتد طويل يبدأ من اول آية منها التي صاغت نزول الآيتين التاليتين والى ان يقف عند المنحة العظيمة التي حملتها هذه الآيات الثلاث لعباد الله المؤمنين، كل هذا مع امتدادات اجزاء من هذه الآيات لتصل الى عالمية الدين الاسلامي، وقبل ان نتمعن في ما حملته ''لا يكلف الله نفساً الا وسعها'' نتطرق باختصار شديد الى اول الآيات التي صاغت اسباب النزول، ثم ما حملته الآيتان التاليتان من منح وبعدها كيف صنعت بعض هذه الآيات عالمية الدين الاسلامي:. ولعل اول النزول بين هذه الآيات، كانت الحقيقة التي اراد النص القرآني، ان يزرعها في عمق الوعي الانساني عبر العديد من الادلة القطعية التي لا تحتمل ادنى شك ''لله ما في السماوات والارض'' هذا بيان قاطع قدمه النص دون مقدمات، لكنه مرتبط برباط وثيق، مع شواهد احتواها هذا الكون الذي حين سقطت مقولة ''الصدفة'' في ايجاده، تكرست حقيقة ان الله تعالى هو الخالق، فصار كل ما فيه لمن خلقه ''لله ما في السماوات والارض'' حتى انت ايها الانسان المخلوق الذي ان ابديت ما في نفسك، او خالجت الهواجس داخل نفسك، فكتمتها حتى انك ما رفعت صوتاً وانت تحدث بها نفسك، ان فعلت فان الله وهو خالقك كما فعل بما في السماوات والارض، يعلم ما فعلت هكذا، فان تبدو ما في انفسكم او تخفوه'' فانه به عليم، وعليه قادر، ثم انه ''يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير''.. وهنا ينقل عن ابن عباس قوله ''لما نزلت ? وان تبدو ...'' دخل قلوب المسلمين منها شيء، ذلك ان نص الآيات يفضي الى ان الله تعالى محاسب عبيده على ما يجول في افكارهم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ? قولوا سمعنا واطعنا واسلمنا ? فالقى الله الايمان في قلوبهم، الى ان انزل الله ''الفرج'' في تبع من نصوص.. جاءت بعدها الآيتان الاولى بدأت بـ ''آمن الرسول بما أُنزل اليه من ربه، والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير''. هكذا حملت هذه الآية الاجابة على ما اعتور انفس الفئة المؤمنة من تداعيات محاسبة الله تعالى للعبد على ما تحدثه به نفسه، بأن احال الجواب الى الايمان كمقدمة ضرورية، وهو ايمان يبدأ بما انزل الى النبي عليه السلام من ربه، يبدأ بالله الخالق سبحانه وتعالى، ثم ملائكته ثم يمتد ليصل الى العالمية، حين يقر بصدقية الرسل كافة والكتب جميعها، كل هذا الايمان هو الذي يجسد السمع والطاعة لله تعالى ''سمعنا واطعنا''، وبعد هذا السمع والطاعة يأتي التسليم القاضي بأن المعبر متعلق بارادة الخالق ''اليك المصير'' هذه الاجزاء التي حين انتظمت كونت الحقيقة الكاملة التي نقرأها بين ثنايا نصي هاتين الآيتين والتي تقول:. ان الله تعالى هو خالق الكون، وانه يعلم كل خفاياه واسراره، حتى الحديث يحدث به المرء نفسه، وانه تعالى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وان الايمان الذي يترجمه السمع والطاعة هو بوابة الغفران..
منقول
| |
|