البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: أعلام الحضارة - إبن الهيثم السبت سبتمبر 06, 2008 5:32 pm | |
|
اعلام الحضارة - ابن الهيثم
عمر هلسة - نجم من نجوم عالمنا العربي سطع نوره على الحضارة بأسرها، فكانت مؤلفاته السبيل الذي عبر منه الغرب ليطوفوا الكواكب والمجرات، وليستحق بذلك لقب ''أمير النور'' و''رائد البصريات''. ولد محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو علي البصري في مدينة البصرة سنة 354هـ/965م حيث قضى صباه دارساً لكتب من سبقوه من علماء العرب واليونان في الهندسة والبصريات والرياضيات والفلك، تنقل في حياته بين البصرة وبغداد والقاهرة التي قضى فيها سنواته الأخيرة باحثاً ومؤلفاً ومترجماً إلى أن توفاه الله قرابة العام 430هـ/1038م. درس الطب في بغداد وزاول مهنة الطب فيها مختصاً بالكحالة وبرز كأهم طبيب للعيون في عصره ليكرس بعد ذلك علمه وأبحاثه لعلوم البصريات وخصائص الضوء وحركة الأجسام وغيرها الكثير من العلوم المتصلة بمجال الضوء حتى لقب بـ''أمير النور''. ألف ابن الهيثم في الطب عددا كبيراً من الرسائل والكتب تضمنت فصولاً في التشريح ومنافع الأعضاء والعلل والأعراض وأصناف الحميات وصناعة الدواء، وله رسالة في ''تأثير اللحون الموسيقية في النفوس الحيوانية'' ليعد بذلك مؤسس مدرسة العلاج النفسي وعلاج المرضى بالألحان الموسيقيّة. بعد أن حقق ابن الهيثم انجازات كبيرة أضافت وعدلت الكثير على من سبقوه من علماء الطب والفلك، توجه إلى مصر بطلبٍ من الحاكم بأمر الله محاولاً تطبيق نظرياته الهندسية ليبتكر طريقة تساعد في ضبط فيضان مياه نهر النيل والاستفادة منها لتروي أرض مصر طيلة فصول السنة، وفي أصوان جنوبي القاهرة شهد مشروع ابن الهيثم الفشل لقلة الموارد والتقنيات اللازمة في تلك الفترة. أبدع ابن الهيثم في علم البصريات ولعله يعد المؤسس الحقيقي لهذا الصنف من العلوم، فدرس وحلل وفسر العديد من الظواهر المرتبطة بالضوء ومنها ما عجز الذين سبقوه على تحليلها وتفسيرها تفسيراً علميّاً صحيح، فنقض نظرية العالمان اليونانيان إقليدس وبطليموس القائلة بأن رؤية الجسم تنشأ من خروج شعاع ضوئي من العين يصل إلى الجسم المرئي، وقال ''إن صورة الجسم المرئي تصل إلى العين ومنها تنتقل بواسطة الجسم الشفاف-أي العدسة- وهكذا يرى الإنسان ما يحيط به من أشياء''. جمع ابن الهيثم في أشهر كتبه ''المناظر''، الذي ألفه سنة 411هـ/1021م، خلاصة علمه وإنجازاته في علم البصريات والضوء وشرح في فصوله فوائد العدسات وأنواعها وطرق صناعتها كما وضع العديد من النظريات الرياضيه والهندسية العلمية المعمول بها إلى يومنا هذا في انكسار الضوء في الهواء والماء وانعكاسه وخصائصه، ويعد كتاب ''المناظر'' أساس علم البصريات والضوء والذي استندت عليه أوروبا لقرون طويله وبفضله صار هذا العلم من أهم العلوم المرتبطة بشتى صنوف المعرفة وبحياة الانسان في عصرنا الحالي وظلت الدراسات الأوربية للضوء حتى ذلك العصر المتأخر -عصر كبلر وليوناردو- تعتمد بشكل أساسي على بحوث ابن الهيثم. برع ابن الهيثم في علم الحركة فوصف حركة الأجسام بأنها إما طبيعية بفعل وزن الجسم وإما عرضية بفعل تأثير قوة خارجيّة عن الجسم، وحلل حركة الجسم إلى مركبتين (مركبة عاموديّة وأخرى أفقية) وهو أول من قال بأن محصلة هاتين المركبتين أو القسطين يكافئ سرعة الجسم، وله أيضاً أبحاث في تصادم الأجسام وأنواعه ومعادلاته. فاق مجموع ما ألفه ابن الهيثم في مختلف العلوم المئتيين بين مخطوطة ورسالة وكتاب، اتبع فيها المنهج العلمي الدقيق في البحث والتحقيق من استقراء واستنباط وراعى فيها وضع نتائج تجريبية عملية مثبتة بصيّغ رياضيّة سهلة وبسيطة، وكان دقيق الملاحظة مرن الفكر يقبل تضاد الآراء والنقد برحابة صدر إيماناً منه بأن اختلاف الآراء طريق الوصول إلى الحقيقة.
منقول
| |
|