لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القوة .. هي القدرة على التغيير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : القوة .. هي القدرة على التغيير Jo10
نقاط : 200480
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

القوة .. هي القدرة على التغيير Empty
مُساهمةموضوع: القوة .. هي القدرة على التغيير   القوة .. هي القدرة على التغيير Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 26, 2012 10:14 am




القـوة .. هي القدرة على التغيير








إبراهيم كشت - يرتبط مفهوم القوة في الأذهان - في كثير من الأحيان - بالإكراه والغصب والقمع والبطش والقسوة ، ومثل هذا الارتباط سطحيّ وخاطئ ، فالقوة بمفهومها الشامل تعبّر عن القدرة على التغيير ، وعن إمكانية الانتقال من وضعٍ لآخر ، وتشير أيضاً الى القدرة على الثبات الإيجابي ، وفقاً لما سأحاول أن أبين في الفقرات التالية من هذا المقال . وعلى أساسٍ من هذا الفهم الشامل ، يمكننا أن نقول : إن القوة (سواء على صعيد القوة النفسية والفكرية والثقافية والعلمية والمعرفية ، أو على صعيد القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية) باتت أهم متطلبات العصر الحالي والمستقبلي ، وأهـــــم متطلبات مواجهة مقتضيات التغييرات والتطورات الهائلة التي شهدها وسيشهدها العالم .
وربما لهذا السبب الذي تقدم ، نلاحظ أن أدبيات علم النفس وعلم الاجتماع ، واهتمامات الجهات التي تشتغل بالتنمية البشرية ، أصبحت تركز على معانٍ تدور فـي محورها حول مدلول القوة مثل : (الاقتدار) و(التمكين) و(التمتين) ، فكل هذه المفاهيم تشير إلى (إمكانية) وإلى (قدرة) أي إلى القوة ، لأن الحياة الحاضرة والمستقبلية لم يعد يوائمها مجرد الخضوع والطاعة والسلبية والتبعية ، ولا يلائمها الاقتصار على التلقي والتلقين ورد الفعل والتحوصل في قوالب جامدة، ولا يناسبها أيضاً الاستناد إلى قوة الآخر ، أو الاستناد إلى قوى غدت أو ستغدو هشّه ، كالنفوذ الناجم عن النسب والانتماء القبلي وما إلى ذلك ، أو الاستناد الى قوة وهمية مستمدة من التغزل بالذات وتضخيم الإنجازات ، والتغنّي بالماضي ، بعد النفخ فيه والمبالغة في تصوير أمجاده . فقد أصبحت هذه الحياة بحاجة إلى قدرة على التغيير ، أي إلى قوة ، بشكل أكثر إلحاحاً ، سواء على مستوى الفرد أو المؤسسة أو المجتمع.

القوة في الفيزياء
مهما بحثتَ عن معاني (القوة) في صفحات المعاجم وبين سطور الكتب ، سواء أكانت لغوية أم فلسفية أم علمية ، فسوف تجد أن مفهومها يدور حول محور واحد ، وهو (القدرة على إحداث التغيير ..) ، ولو أننا ابتعدنا قليلاً عن عالم الحياة الانسانية الزاخرة بالمشاعر والأفكار والمعاني والآمال والآلام ... لندخل عالم المواد والطاقة ، وما بينهما من صلات تربطهما وقوانين تحكمهما ، أُعني لو دخلنا عالم الفيزياء وشؤونه وشجونه ، المتعلقة بالكتلة والسرعة والحركة والتوازن والضغط والموجات والتيارات والانعكاس والتردد والإشعاع والتنافر والتجاذب ، وسـوى ذلك الكثير ، في عالم الفيزياء الواسع الرائع ذاك ، سنجد أن (القوة) تعني : القدرة على تغيير سرعة جسم متحرك أو تغيير اتجـاه حركته ، وأحياناً تغيير شكله أو حجمه .

القوة في المجال الإنساني :
إذا تعدينا النطاق الفيزيائي ، في محاولة لفهم معنى القوة في المجال الحياتي والانساني والنفسي والاجتماعي ، فسوف نجد المراجع الفلسفية تشير إلى أن القوة هي : (( القدرة في الشيء على إحداث تغيير في شيء آخر )) . وتجدر الاشارة إلى أن كلمة (الشيء) بمفهومها الفلسفي تشمل كل ما هو موجود ، سواء أكان معنوياً أو مادياً . وبناء على هذا المفهوم فإن القوة لا تكون في المواد وحسب ، فقد تكون القوة في المشاعر أو الأفكار أو الكلمات أو الايحاءات أو سواها ، طالما كانت في أي منها قدرة على إحداث التغيير فـي الواقع ، وكلنا يعلم أن مشاعر الحب أو الكره أو الغضب أو الرضا أو غيرها تملك تلك القدرة التغييرية ، كما تملكها الأفكار أحياناً ، أو تملكها الكلمات حين تكون قادرة على إحداث تغيير في الحالات والأوضاع والأحداث والوقائع والنتائج .

القوة أيضاً هي إمكان الانتقال لوضع آخر :
مما يقال في معنى القوة كذلك إنها : (( الإمكان القائم في الشيء للانتقال إلى شيء آخر )) كتلك القدرة الكامنة في النبات لأن ينمو مثلاً ، وعلى ذلك فإن قابلية الانسان (الفرد أو المؤسسة أو المجتمع) لأن يطور ذاته وقدراته ومهاراته وطرائق تفكيره ، ويغير بالتالي من وضعه النفسي أو الاجتماعي أو المالي أو المهني ، يقع ضمن مفهوم القوة ، لأن جوهره القدرة على التغيير ، أي الانتقال بالوضــــع الحالي القائم إلى وضع آخر ، علماً بأننا لا نفهم (القوة) ولا نستدل عليها ، إلا من خلال كونها علاقة بين شيء سابق وشيء يتلوه .

والقوة قدرة على الثبات الايجابي
يضاف إلى معنى القوة كذلك ، تلك القدرة التي تجعل الشيء ثابتاً لا يتغير ، إذا كان التغيير سلبياً أو في غير صالح ذلك الشيء ، كما هو حال الجبل الراسخ يظل ثابتاً بقوته أمام قوة الرياح العاتية ، وكما هـو الحال في محافظة الفرد على مبادئه الاخلاقية أمام قوة المغريات ، أو حفاظه ـ بما يملك من قوة ـ على رباطة جأشه وصبره وهدوئه ، في مواجهة الاحباطات والفشل والمعوّقات .. فالقوة بهذا المعنى هي (قدرة) تواجه (قدرة) أخرى، فتردعها عن إحداث التغيير غير المرغوب فيه .

تنمية نقاط القوة
يجب أن يعرف كل شخص جوانب القوة التي يحوزها معرفة جيدة ، ويعمل على تنميتها ، واستثمارها ، والإفادة منها ، سواء أكانت جوانب القوة تلك متمثلة فيما لدى المرء مـن استعدادات إيجابية ، أو قدرات عقلية ونفسية وجسدية ، أو مهارات ، أو مواهب ، أو مؤهلات ، أو معلومات ، أو خبرات ، أو رصيد من السمعة الطيبة ، أو العلاقات الحسنة ، أو غير ذلك ، بل إن القيم والأفكار والمشاعر الإيجابية التي يحملها الفرد ويمتثل لها، تعتبر مصدرة قوة كذلك ، ألا ترى مثلاً إلى المحبة والتفاؤل والصبر والثقة وما إليها ، كيف أنها قادرة على إحداث التغيير النافع في حياة الإنسان وحياة من حوله ، وقادرة على أن تزيده ثباتاً على ما ينبغي الثبات عليه ، وتزيده قدرة على التقدم والترقي فيما يجب تنميته وتطويره ؟
وتنبع أهمية جوانب القوة هذه ، من كونها تحدد بدرجة كبيرة قدرة الفرد على التكيف مع الحياة والمجتمع ، وقدرته على النماء والتطور والتميّز ، كما أن نقاط القوة هذه هي التي تمكّن المرء من التغلب على نقاط الضعف لديه ، أو على الأقل الحد من تأثيراتها ، كما أنها تمكّنه من مواجهة التحديات والتهديدات المحيطة به ، وتمكّنه في الوقت ذاته من استغلال الفرص المتاحة له في البيئة من حوله ، وما يقال عن أهمية نقاط القوة وضرورة معرفتها وتنميتها وتطويرها والإفادة منها على مستوى الفرد ، يجرى كذلك على المؤسسات في القطاع العام والخاص والقطاع الاجتماعي والتطوعي ، كما ينسحب على المجتمعات والدول بوجه عام .

وبعد
على الرغم من أن القوة قدرة كامنة ، غير ملموسة ، ومن الصعب إدراك كنهها ، وإنما يمكن أن نلمس آثارها ، والتي تتمثل في إحداث تغيير فـي شيء ، ولكن هذه القدرة ليست قائمة بشكل ساكن سلبي ، بل فيها عادة ميلٌ ونزوعٌ إلى الفعل . فكأنما هي تبحث عن الانطلاق ؛ لتخرج من وضع الكمون والسكون إلى مسرح الفعل والحياة ، وتتخذ لها شكلاً تُحوّلُ من خلاله (القدرة) إلى (تغيير) فتغدو بذلك (قوة) ذات (قيمة) . وللقوة في مختلف مجالات الحياة المادية والمعنوية علاقة بالسرعة ، فكلما زادت سرعة إحداث التغيير كلما دلَّ ذلك على قوة المؤثِّر ، حتى أنه في علم الفيزياء تقاس القوة بحاصل ضرب الكتلة في التسارع، فهي ذات علاقة بالمكان (الكتلة) والزمان (التغير في السرعة) .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القوة .. هي القدرة على التغيير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إستخدم مصادر القوة الخمسة
» الحصان العربي الأصيل : الجمال مع القوة
» رجال ومواقف .. أبو ذر الغفاري .. العدالة الإجتماعية وفلسفة التغيير
» الصوم منهج حياة (5) - الصوم يعالج معوقات التغيير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتدايات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: