موضوع: قرأت لك .. الدرة اليتيمة السبت أغسطس 09, 2008 9:36 am
قرأت لك .. الدرة اليتيمة
حدثني غير واحد من البحارة بأمر الدرة المعروفة باليتيمة وانما سميت باليتيمة لانه لم يوجد لها اخت في الدنيا.. فقد حدث ان كان في عُمان رجل يقال له (مسلم بن بشر) وكان رجلا مستورا جميل الطريقة وكان ممن يجهز (الغواصين) وطلب اللؤلؤ.. وكانت بيده بضاعة فلم يزل يجهز الرجال للغوص ولا ترجع اليه فائدة حتى ذهب جميع ما كان يملكه ولم يبق له حيلة ولا ذخيرة ولا ثوب ولا شيء يجوز بيعه الا خلخال ب (100) دينار لزوجته فقال لها: اقرضيني هذا الخلخال لاجهز به فلعل الله تعالى يسهل شيئا.. فقالت له يا هذا الرجل لم تبق لنا ذخيرة ولا شىء نعول عليه وقد هلكنا وافتقرنا.. فلأن نأكل بهذا الخلخال اصلح ما ان نتلفه في البحر.. فتطلق بها واخذ الخلخال وصرفه وجهز بجميعه الرجال الى الغوص وخرج معهم. ومن شروط الغواص ان يقيم الغواصة لمدة شهرين لا غير، وعلى هذا يتشاطرون فاقاموا يغوصون تسعة وخمسين يوما.. ولا يخرجون الصدف ويفتحونه فلا يحصل لهم شيء فلما كان يوم الستين!! غاصوا على اسم (ابليس) لعنه الله فوجدوا فيما اخرجوه صدفة استخرجوا منها حبة مقدارها كبير لعل ثمنها يوفي بجميع ما كان يملكه البحار مسلم منذ كان والى وقته... فقالوا هذا وجدناه على اسم ابليس فاخذها وسحقها ورمى بها في البحر. فقالوا له: يا هذا لم فعلت هذا وقد افتقرت وهلكت ولم يبق لك شيء بيدك نمثل هذه الحبة التي لعلها تساوي الاف الدنانير تسحقها. فقال: سبحان الله كيف استحل ان انتفع بمال استخرج على اسم ابليس واني اعلم ان الله تبارك وتعالى لا يبارك هذا!!! وانما وقعت هذه الحبة بايدينا ليختبرنا الله تعالى بها ويعلم من يعرف خبرها اعتقادي ولئن انتفعت بها ليقتدين كل احد بي فلا يغوص غواص الا على اسم ابليس لعنه الله فاثم ذلك يعظم على كل فائدة وان عظمت ما والله لو كان مكانها كل لؤلؤ البحر ما تلبست به... امضوا فغوصوا وقولوا (باسم الله وعلى بركة الله) فقال: فغاصوا على ما رسم لهم.. فما صلى صلاة المغرب اذ اليتيمة والاخرى دونها بكثير فحملهما الى هارون الرشيد فباع درة اليتيمة ب (70) الف درهم.. والدرة الصغرى ب 30 الف درهم..وانصرف يعطي اجر الملاحين ويسدد ما عليه من ديون.. ثم يتبنى دار اعظمية ويشتري ضياعا ويعتقر عقارا وداره معروفه في عُمان فهذا ما كان من خبر الدرة اليتيمة. لقد كانت الحكاية السابقة هي من حكايات وقصص كتاب قديم نشر اول مرة قبل مائة عام أي في 1908 في مصر بمطبعة السعادة بجوار محافظة مصر.. حيث كانت اولى طبعة عربية منه، فالكتاب يحمل عنوان (عجائب الهند- من قصص الملاحة العربية) في البر والبحر والجزر من تأليف (بزرك بن شهريار هرمزي) لكن اعيد طبع الكتاب بشكل واضح ومنقح اكثر مؤخرا من منشورات رياض نجيب الريس في بيروت على يد الاديب المصري الشهير (يوسف الشاروني). وفي قصة اخرى ان في الهند كهنة يخرج منهم الى الصحراء ليرى الطيور تطير في الهواء فيخط على الارض دائرة تحت الطيور.. فلا تزال تدور في الجو فوق الخط (الدائرة) الى ان تقع فيها.. ثم لا تخرج منها ابدا حتى يدخل الكاهن الى جوف الدائرة فيأخذ منها ما يريد.. ثم يطلق الباقي!!