البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة الإثنين يناير 30, 2012 11:50 am | |
|
شـــيء مـــن اللغــة
اشعار فـي نهاية رحلة الحج
د. كامل جميل - تجد في كتاب عيون الاخبار لابن قتيبة شاعرا رسم صورة شعرية للحجيج وهم يودعون المناسك، او يشدون الرحال، وكل ينظر لامتعته وزاده ثم بدات جمالهم تقطع الاباطح قال:. ولما قضينا من منى كل حاجة: ومسح بالاركان من هو ماسح. وشُدت على دهم المهارى حالنا: ولم ينظر الغادي الذي هو رائح. اخذنا باطراف الاحاديث بيننا: وسالت باعناق المطي الاباطح. لام بعض النقاد الشاعر لان اسلوبه كالنثر العادي، ولا يجتهد القارئ في معرفة المعاني، وعساه وضع بعض النقاط التي تشحذ الفكر، ولكن جمهرة النقاد نظروا لهذه الابيات وكأنها لوحة شعرية جميلة، قالوا ان الالفاظ البسيطة السهلة التي اوردها الشاعر بدت كالتطريز اليماني، وقال بلاغيون لقد شدتنا الابيات اليها بتلك العبارات التي لا تتم الرحلة الا بها، قالوا: الا يرى قارئ هذه الابيات ان الاخذ باطراف الحديث يمثل تلك الرحلة الطويلة التي لا يمكن ان تتم الا بهذه الاحاديث، فان لم يفعلوا ذلك فان الملل والمشقة سيصيبان اولئك المسافرين، ثم ان تناول ذلك الشاعر المبدع لاعناق المطي وقفة اخرى تستحق النظر، ان اهتزاز رقبة الجمل كثرة او قلة يدل على سرعة السير او بطء السير، كأن تلك الاعناق ماء يسيل في الصحراء. من اجمل بدايات الشعر ان تحسن وصف الحركة التي انت فيها، تحركنا من منى ومسحنا على الركنين في طوافنا الوداعي، ولم يكن وقت ليتأمل بعضنا بعضا، كلنا مسرعون في قضاء حاجاتنا، شد الرحال وحمل الزاد والماء، امور لا تسمح لنا بالنظر هنا وهناك لقد طابت نفوس الحجيج باداء مناسكهم وشعورهم بالنقاء والطهر، وبدت السعادة عليهم وهم يركبون جمالهم، وقد اظهر الشاعر ذلك السرور عندما عرف ان الحجيج سيتناولون امورا شتى في رحلتهم، فهي طبيعة السفر، واختتم الشاعر هذه اللوحة الشعرية في نهاية الحج بقوله الجميل ''سالت الاباطح باعناق المطي'' الاباطح هي الفاعل كأنها نهر جار يسيل والابل تسيل بسيلانه.
| |
|