البلد : نقاط : 200520 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: نساء في تاريخ الإسلام - عاتكة بنت زيد الأحد أغسطس 14, 2011 11:16 pm | |
|
نساء في تاريخ الإسلام
عاتكة بنت زيد
تنتسب إلى فرع كبير من بطون قريش، وأخوها سعيد بن زيد من المسلمين الأوائل ومن أصحاب الدور الكبير في توطيد الإسلام في مكة والمدينة، عرفت بجمالها الذي كان مع حسبها سببا في طلبها من قبل الكثير من الرجال، وكان زوجها الأول عبد الله بن أبي بكر، الذي انشغل بها عن كثير من أموره المعيشية الأمر الذي جعل والده يلح عليه في تطليقها، الأمر الذي أدى إلى دخوله في موجة من الكآبة والحزن، مما جعل أبو بكر الصديق يطلب أن يراجعها، فعاشت معه بعض الوقت قبل أن تدركه الشهادة في الطائف أثناء حروب الردة، وكان قبل وفاته أهدى لعاتكة حديقة في المدينة على ألا تتزوج أحدا من بعده، إلا أن عمر بن الخطاب، وهو ابن عمها، وأخته فاطمة زوجة شقيقها سعيد، ورفضت عاتكة في البداية لما كان من زوجها السابق في مسألة الحديقة، فطلب منها عمر بن الخطاب أن تستفتي عليا بن أبي طالب في هذه المسألة، ليفتي علي بأن ترد الحديقة على أهل زوجها الراحل، لتتزوج من عمر بن الخطاب وتبقى معه بضعة سنين حتى يستشهد أثناء إمامته لصلاة الفجر بطعنة من أبو لؤلؤة المجوسي. بعيد رحيل عمر بن الخطاب تزوجت عاتكة من الزبير بن العوام، الذي كان شديد الغيرة عليها لدرجة أنه طلب منها ألا تخرج للمسجد لتؤدي الصلاة، فردت عليه بثقة: يا بن العوام، أتريد أن أدع لغَيرتك مصلى، صليت مع رسول اللَّه وأبى بكر وعمر؟ فلم يجد الزبير أمام هذه الحجة إلا أن يتراجع عن طلبه ويأذن لها بالحضور في المسجد، ولقي الزبير الشهادة بعد تراجعه عن قتال الإمام علي في موقعة الجمل، وفي روايات منها ما ورد في البداية والنهاية لابن كثير أن الإمام عليا طلبها، فاعتذرت منه لخشيتها أن يقتل كما كان الأمر مع أزواجها السابقين، ويقال أن من طلبها كان الإمام الحسين بن علي، وتختلف الروايات إن كانت رفضت لخشيتها من أن يقتل عنها، أو أنها تزوجته وعاشت معه حتى شهادته في كربلاء، ويقال أنها تزوجت الإمام الحسن ولقي الشهادة مسموما، إلا أن هذه الرواية لا تقوم على كثير من الدقة التاريخية، وتضع الكثير من الاستفهام حول تاريخ وفاتها والعديد من الظروف المتعلقة بذلك. تقدم عاتكة بنت زيد مثالا لكيفية تمسك المرأة بحريتها من خلال الشروط التي أملتها في الزواج، وتمكنت من الدفاع عنها، وهو ما يغيب عن ذهن المرأة المعاصرة التي لا تلتفت لكيفية الحصول على حقوقها، طالما أن هذه الحقوق تقوم على قاعدة مشروعة ولا تتناقض مع الدين، ويقدم عمر بن الخطاب والزبير المثل في القبول والالتزام بهذه الشروط.
منقول
| |
|