البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: نساء في تاريخ الإسلام .. نسيبة بنت كعب الخميس أغسطس 11, 2011 12:09 pm | |
|
نساء في تاريخ الإسلام .. نسيبة بنت كعب
أمام الدعاوى التي تعيد دور المرأة إلى الوراء، ولا تراها جديرة بأن تشترك عمليا في جميع جوانب الحياة تبرز قصة الصحابية نسيبة بنت كعب لتدحض الكثير من التصورات عن المرأة في المجتمع الإسلامي، فالمرأة لها دور كبير حتى في ميادين القتال، سواء في الدعم والإسناد، أو حتى التقدم للاشتباك العسكري عند الحاجة، ولعل غزوة بدر لم تشهد مشاركة فاعلة من النساء، لأنها كانت عملية خاطفة ومعقدة في حساباتها الاستراتيجية، أما غزوة بدر التي شهدت بداية الحملة التي أطلقتها قريش لتقويض الدولة الإسلامية الناشئة، فإنها استدعت أن تقف المدينة رجالا ونساء في مواجهة الخطر القادم، وفي المرحلة الأولى من المعركة بقيت النساء على مقربة من ميدان القتال لمهمة السقاية بصورة أساسية، والعناية بالمصابين في القتال، إلا أن التطورات التي شهدتها المعركة بعد التفاف خالد بن الوليد على المسلمين من جبل أحد أطارت صواب الكثيرين، وأدى استغلال حالة الفوضى التي نشأت عن مفاجأة ابن الوليد إلى تكبيد المسلمين خسائر فادحة في الأرواح، وتبع ذلك تراجعا وانسحابا عشوائيا، وكانت حياة النبي الكريم في خطر فعلي، حيث انصرف القرشيون لمحاولة قتله كغاية أساسية للانقلاب في مسار القتال. في هذه الظروف الصعبة انطلقت نسيبة بنت كعبة من الصفوف الخلفية، دون أن تأخذ ترسا أو شيئا تدافع به عن نفسها لتذود عن حياة الرسول الكريم، وتروي أم كعب ذكرى ذلك اليوم الصعب، فتقول رأيتني وقد انكشف الناس عن النبي ، فما بقى إلا فى نفر لا يتمون عشرة، وأنا وابناى وزوجى بين يديه نذب عنه، والناس يمرون به منهزمين، ورآنى لا ترس معي، فرأى رجلا موليا معه ترس، فقال لصاحب الترس: «ألق ترسك لمن يقاتل». فألقى ترسه، فأخذته، فجعلت أتترس عن النبي، ويذكرها النبي يوما: «ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني». لم تكن هذه المحطة الوحيدة في مسيرتها، فشهدت وهي في القتال العديد من المعارك، وحتى بعد أن تقدم بها العمر تأتي إلى الخليفة أبو بكر الصديق لتطلب منه أن يسمح لها بالالتحاق بجيش خالد بن الوليد لقتال مسيلمة الكذاب، وذلك بعد أن قتل ابنها حبيبا ونكل به، وكانت معركة اليمامة أحد أشرس المعارك التي خاضها المسلمون في تاريخهم، وخرجت نسيبة من هذه المعركة بالعديد من الجراح، ويقال أنها خسرت يدها، وأصرت على استكمال القتال حتى شهدت مصرعه، وكان تقدير خالد بن الوليد لنسيبة كبيرا لما قدمته من تضحيات في تاريخها مع جيوش المسلمين في أكثر من معركة وبقي حريصا على زيارتها والإطمئنان عليها، لما لمسه منها كقائد عظيم من أداء قتالي فدائي لم يكن لكثير وكثير من رجاله ومقاتليه.
منقول
| |
|