البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: نساء في تاريخ الإسلام .. سفانة بنت حاتم الطائي السبت أغسطس 13, 2011 9:30 pm | |
|
نساء في تاريخ الإسلام - سفانة بنت حاتم الطائي
تعد طيء من قبائل العرب القوية التي فرضت وجودها على ساحة الحروب الصغيرة قبل الإسلام، خاصة أنها تمثل أحد القبائل القحطانية اليمانية التي استطاعت أن تسيطر على منطقة مهمة في شمال الجزيرة العربية في وسط القبائل العدنانية، وكانت القبيلة تعتنق الديانة المسيحية وعلى علاقة متميزة مع الدولة الرومانية، وكان حاتم الطائي من أشهر رجالات العرب في عصره، وهو المضرب للمثل في الكرم وهي أحد العادات التي ترتقي بشأن صاحبها في المكانة الاجتماعية، وبذلك اكتسب حاتم الطائي مكانة رفيعة في قبيلته وبين الشعوب العربية بشكل عام، وكان الرسول الكريم يعلم ما لحاتم من خصال ومكانة، ويقدرها، كما كان يقدر العديد من رجال الجاهلية الذين عرفوا بمكارم الأخلاق والصدق والأمانة والشجاعة، فهو في أكثر من مرة يثني على رجال من طراز الطائي، ويضعهم في موقعهم الصحيح دون أن يجحفهم حقهم، ولم يلتقي الرسول بحاتم الطائي الذي توفي قبل البعثة النبوية، إلا أنه التقى في أحد الأيام المشهودة ابنته سفانة، وكانت ضمن السبي الذي عاد به المسلمون من أرض طيء بعد فتحها، كما جرت العادات العسكرية في تلك المرحلة من التاريخ. وقفت سفانة وهي على ثقة من أنها في مواجهة رجل عظيم، وعلى مستوى أخلاقي رفيع، فهي تمتلك الحاسة التي تمكنها من معرفة الرجال الكبار، فوجهت كلمتها له: «يا محمد ! إن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب، فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يفك العاني، ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويفشي السلام ويطعم الطعام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي»، هذه الصفات التي دفعتها سفانة للرسول الكريم تعرف أنها ذات مكانة لديه، فهي كما علمت ممن لقيتهم قبل وقوعها في الأسر وأثناء رحلتها، أنها في حضرة رجل يمتلك هذه الصفات أساسا، فالدين الذي يدعو إليه يحض على هذه الممارسات ويعلي من شأنها، وبالفعل أتت إجابة الرسول الكريم لتكون ضمن الإطار الذي توقعته سفانة، وأكثر، فيقول: «يا جارية، هذه صفة المؤمن حقا، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق»، ولكن الرسول يستمهلها في طلبها الرحيل لتجد من هو ثقة لمرافقتها، وغايته أن تبقى في ديار المسلمين وتتعرف على دينهم عن كثب، وبالفعل أسلمت سفانة بكامل إرادتها وهي ترى الرفعة الأخلاقية للمجتمع الإسلامي، ولما حضر جماعة من أهلها أهداها الرسول من أحسن الثياب وأعطاها ما تركبه، ونفقة لرحلتها، أراد أن يوصل رسالته لأخيها بأن الإسلام حافظ لها على عزتها وكرامتها، فلم تجد سفانة صعوبة تذكر في إقناع أخيها عدي، سيد طيء في اعتناق الإسلام لتتبعه قبيلته الكبيرة.
منقول
| |
|