البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: نساء في تاريخ الإسلام .. أسماء بنت يزيد الجمعة أغسطس 12, 2011 3:24 pm | |
|
نساء في تاريخ الإسلام .. أسماء بنت يزيد
خلفت التقاليد العربية السائدة قبل الإسلام وضعية منزوية للمرأة، وباستثناء قلة من النساء اللواتي اعتمدن على مكانة قبلية أو ثراء مادي، فهي لم تكن سوى متاع بالمعنى أنها عوملت كشيء يمكن حتى أن يكون موضعا للملكية والتوريث، وقام الإسلام بتثوير دور المرأة في المجتمع العربي، وفي مرحلة مبكرة شاركت النساء في الحركة الدعوية الإسلامية في مكة المكرمة، قبل أن ينتقل الرسول الكريم إلى المدينة لتبدأ عملية خروج المرأة من الظروف المجحفة التي عاشت في ظلها، وكانت أسماء بنت يزيد من الأنصار المرأة التي دفعت بقضية المرأة وحقوقها إلى المقدمة، فهي تتقدم إلى الرسول الكريم وتضع بين يديه عرضا لحال النساء في المدينة، تعبر فيه عما ورثه أهلها من عادات وممارسات جعلت من النساء في موقع هامشي، فتقول أسماء للرسول الكريم: يا رسول اللَّه، إنى رسول من ورائى من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي، وعلَى مثل رأيي، إن الله تعالى قد بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك. ونحن -معشر النساء- مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم. وإن الرجال فضلوا بالجمعات، وشهود الجنائز، والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد؛ حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم، أنشاركهم فى الأجر يا رسول الله؟ فالتفت رسول الله بوجهه إلى أصحابه، فقال: «هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟». فقالوا: لا واللَّه يا رسول اللَّه، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا. فقال رسول الله (: «انصرفى ياأسماء، واعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كل ما ذكرت للرجال». إن ما أبدته أسماء بنت يزيد لا يقتصر على بلاغتها في القول وجرأتها في حضرة الرسول وغيره من الرجال، وإنما في المنطق العقلي الذي طرحت من خلاله القضية، وهي لا تطالب في ذلك بحقوق مساوية، فالمسألة تتخطى الحقوق، فما عرضته من فروقات بين النساء والرجال إنما يندرج في خانة الواجبات، وإنما تتوجه أسماء إلى الرسول الكريم بطلب توضيح موقف الإسلام من المرأة في الناحية الدينية، وكأنها تصل برسالة مفادها أن المرأة لقيت كثيرا من الظلم في حياتها الدنيوية، فهل يشتمل ذلك على الجانب الديني والأخروي، وكان رد النبي قاطعا، فالمرأة وضمن الظروف التي تمليها عليها الطبيعة لها الحق وبمجرد الأداء لواجباتها في الأسرة يؤول لها من الجزاء من يذهب للرجال من أداء واجبات الجهاد والجمعة والسير في الجنازة، وجميعها من المسائل بجزاء كبير. بقيت أسماء ضمن نخبة النساء في المدينة المنورة، فهي تقود ذلك المجتمع، وتقوم بدورها في تمثيل النساء، وتحدث في جموعهن في المسائل الدينية، وحضرت مع الرسول الكريم بيعة الرضوان وشاركت في أكثر من غزوة في مقدمة نساء المسلمين.
منقول
| |
|