البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: نساء في تاريخ الإسلام ... أم حبيبة بنت أبي سفيان الثلاثاء أغسطس 09, 2011 8:53 am | |
|
نساء في تاريخ الإسلام ... أم حبيبة بنت أبي سفيان
أم حبيبة بنت أبي سفيان
مع أنها ابنة أبي سفيان بن حرب، أحد الرجال في الصف الأول من أعداء الإسلام، لا يزاحمه على مرتبة قائد قريش في حملته للقضاء على الدين الجديد سوى أبو جهل عمرو بن هشام، إلا أن ابنته رملة، أخت معاوية بن أبي سفيان تعد من المسلمات الأوائل، ويبدو أنها كانت مبادرة بالإسلام من نفسها، وليس لأن زوجها دخل فيه وتبعته ثم ترسخت قناعتها بالإسلام في مرحلة لاحقة، كما حدث مع كثير من المسلمات الأوائل، فواقع الأمر أن زوجها عبيد الله بن جحيش الأسدي ارتد عن الإسلام أثناء وجوده في الحبشة، وبقيت أم حبيبة وابنتها في ضيافة النجاشي وحمايته، ولم ترجع إلى مكة أو تهاجر إلى المدينة حتى بعد أن بدأت الأمور تستقر للمسلمين، فوجودها هي تحديدا في مكة كان من شأنه أن يخضعها لكثير من التعذيب والتنكيل من والدها وأهلها، كما أن انتقالها للمدينة مباشرة مسألة صعبة بحسب الظروف السائدة في تلك المرحلة، وكان بقاؤها بعد عودة المهاجرين الذين لجأوا للحبشة في حماية ملكها النجاشي يشكل تكريسا لوحدتها وغربتها، وكانت عودتها مرتبطة بمن يستقبلها ويأخذها في حمايته، وأتتها الفرصة في السنة السابعة للهجرة عندما بعث الرسول الكريم للنجاشي ليخطبها. تصرف النجاشي بنبل كبير كعادته مع النبي وأصحابه، فأدى لأم حبيبة مهرا كبيرا وأقام وليمة كبيرة للاحتفال بزواجها، كما تكفل بتجهيزها، خاصة أن الزواج تم فعليا في الحبشة حيث أوكلت لعقد الزواج الصحابي خالد بن سعيد، وذهبت إلى المدينة بصحبة شرحبيل بن حسنة، وعلى الرغم من موقف أبو سفيان المعادي للإسلام ورسوله، إلا أنه لم يغضب من الزواج، فالنبي ينتمي في النهاية إلى البيوت الرفيعة النسب والشأن في قريش، وهو قبل الرسالة الإسلامية وقبل أن يناله غضب وسخط سادة قريش، أنبل رجالها وأصدقهم وأرفعهم خلقا وعملا، وهو أمر لا يغيب على رجل في ذكاء ودهاء أبو سفيان، كما أنه بدأ يدرك في تلك المرحلة أن الأمر سيؤول للمسلمين عاجلا أم آجلا، ورأى أن نسبه مع النبي الكريم سيمكنه من إدارة الموقف في حالة انتصار المسلمين. بدأ أبو سفيان يحاول الاتصال مع النبي بعد هذا الزواج، وتوجه بالفعل إلى المدينة بطلب لتمديد صلح الحديبية إلى المدينة، وكان الموقف الطبيعي أن يتوجه لمنزل ابنته، ولكنه لم يجد الاستقبال الذي ينتظره، فأم حبيبة رفضت أن يجلس على نفس البساط الذي يجلس عليه الرسول الكريم، ولم تعد علاقاتها بأسرتها إلا بعد أن أسلم أبوها، إلا أنها فضلت أن تظل بعيدة عن الثراء والحياة اليسيرة، حتى بعد أن تولى أخوها معاوية الخلافة وفضلت أن تظل على حياتها البسيطة التي اعتادتها لسنوات في هجرتها وصحبتها للرسول.
منقول
| |
|