لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رجال ومواقف .. سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : رجال ومواقف  .. سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية Jo10
نقاط : 200510
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

رجال ومواقف  .. سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية Empty
مُساهمةموضوع: رجال ومواقف .. سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية   رجال ومواقف  .. سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية Icon_minitimeالإثنين أغسطس 23, 2010 4:57 pm



رجال ومواقف - سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية

رجال ومواقف  .. سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية 28786510

سامح محاريق - تتابعت في مكة أجيال عدة من الأحناف الذين يعتقدون بالتوحيد على دين إبراهيم عليه السلام، دون أن يملكوا كثيرا من المعرفة بطبيعة ذلك الدين، هي حركة رافضة للمجتمع المكي القائم قبل الإسلام، منعزلة، تمتلك إطلاعا على الديانات المسيحية واليهودية وفي الوقت نفسه موقفا حذرا من التعامل معها، إن دينا لقريش يعني تفريغ دورها التاريخي في منطقة الحجاز، وتأليب القبائل المنافسة لإزاحتها عن موقعها المستمد من رعاية البيت الحرام، ولم يكن للأحناف كثير من التأثير في قريش أو بين العرب بشكل عام، فهي جماعة محدودة لا تمتلك أي مرجعية حقيقية، فهي ليست جماعة كتابية ولا توجد تعاليم مشتركة تجمع أتباعها، بمعنى غياب الشريعة لهذه الجماعة.
بين الأحناف برزت شخصية زيد بن عمرو الذي انطلق إلى الشام للبحث عن شريعة دينية دون أن يوفق، فبقي على موقفه السلبي تجاه الوثنية ومظاهرها، اعتبره الرسول الكريم من أهل النجاة حيث لم يدرك البعثة النبوية وإن بقي على مواقفه الحنفية، وانطلاقا من هذه الخلفية استجاب ابنه سعيد للدعوة الإسلامية حتى قبل أن تتبلور في اجتماع الصحابة الأوائل في دار الأرقم، فكرة النبوة لم تكن غريبة عنه كما أن البنية العقائدية الأولية التي ركزت على التوحيد وعلاقة الإنسان بخالقه كانت موجودة في ثقافة سعيد بن زيد، وعليه بقي متقدما في تصوره العقائدي عن الصحابة الآخرين، والخطوة الأهم أن ذلك التقدم انعكس في سلوكه الشخصي وممارسته طيلة حياته، ليصبح شخصية تحظى بإجماع شعبي كبير في كل مكان.
كان لسعيد دور كبير في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو ابن عم لوالده وشقيق زوجته، وفي بيته دخل عمر الإسلام ليتحقق دعاء الرسول اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، وبقيت العلاقة بين أبناء العمومة في الإسلام قائمة إلا أن سعيد فضل دائما أن يبقى في خدمة الجيش الإسلامي في فتوحاته، فكان يرى أن مهمته ليست في السلطة رغم ما يمتلكه من شعبية كبيرة في المدينة، واحترام كبير في مجتمع الصحابة، وبقي سعيد معتزلا أجواء الشقاق والخلاف التي استقطبت غيره من الصحابة في غير معسكر وتحت رايات مفترقة، وعلى تاريخه الجهادي لم يحظ سعيد بحضور بدر، فهو وطلحة بن عبيد الله قاما بأول مهمة تجسس عسكري في تاريخ الإسلام حين أرسلهما النبي الكريم لتتبع أخبار قريش ونواياها، إلا أنهما حصلا على حصتهما من أسهم الغزوة لدورهما الكبير في الإحاطة بتحركات الجيش القرشي، وشهد سعيد بجانب الكبير جميع الغزوات بعد بدر.
في الشام ولاه أبو عبيدة بن الجراح على دمشق ليكون أول حاكم إسلامي في المدينة، ولكنه ما لبث أن أرسل لصاحبه يستأذنه في ترك الولاية واللحاق بالجيش في الأردن، فقبل أبو عبيدة عذره لمعرفته بزهده في الدنيا، وواصل القتال حتى اعتزل بعد ذلك في المدينة يحاول ما استطاع أن يقوم بدوره في كبت الفتنة، كان يدرك أن غياب عمر سيمثل خسارة كبيرة للإسلام ودولته، فشخصية عمر استطاعت أن تستوعب جميع التناقضات القائمة في بنية قريش وغيرها من القبائل العربية وأن تكبح جماح الجاهلية في فترة خروج الإسلام من الجزيرة من خلال إرسائه للبعد الإنساني فيه.
أقام سعيد بن زيد في المدينة ليصبح مرجعيتها الأولى، ليس بناء على قرابته من الرسول أو من عمر بن الخطاب، وليس لسلطته ومهادنة الأمويين له، وإنما لسيرته الشخصية التي جعلته نموذجا في الإخلاص للعقيدة والإيمان بالرسالة، التعالي عن الدنيا وحطامها، لذلك لم يتمكن أحد من أن يفرض عليه مبايعة يزيد بن معاوية للخلافة، رغم إدراك الأمويين لضرورة مبايعته، فهو سيد أهل المدينة، إن بايع تبعه الناس في بيعته وإن اعتزل البيعة لم يقدمها كثيرون، لم تنجح تهديدات الرسل القادمين من الشام لأجل هذه الغاية، وكان مروان بن الحكم أكثر ذكاء وفطنة من أن يتورط في دم سعيد بن زيد، لذلك تركه وشأنه دون أن يمسسه ليتخذ ما يقرره في الأمر بناء على رؤيته لمصلحة المسلمين العامة وخشيته على على أمرهم من الفرقة والصراع، ولعل مروان أصر كثيرا ألا يتقدم سعيدا في العديد من المناسبات وخاصة تلك ذات الطابع الديني، على الرغم من أن مروان يمثل السلطة السياسية إلا أنها لم تكن في مجتمع المدينة تعني شيئا بجانب السلطة الشعبية التي وقفت لجانب سعيد بن زيد.
السلطة السياسية هي محصلة مكتسبات على أرض الواقع، انتصارات عسكرية، قدرة على شراء الذمم، استعداد لاستخدام العنف والترهيب، بينما السلطة الشعبية هي ثقة وطمأنينة في نقاء صاحبها، قدرته على بث الروح المعنوية في الآخرين وقدرة العامة على تصديقه، وقوفه بما جناه وورثه من أموال بجانب المحتاجين والضعفاء، مصداقيته لم تكن يوما تحت الاختبار من أحد، فهو رجل زهد بالسلطة والمال على السواء، كانت دمشق حاضرة المدن في الشام، ففضل عليها أن يكون جنديا في الميدان، فهل يمكن أن تكون ثمة بنية عقائدية أكثر ثباتا ويقينية من تلك التي استوثق فيها منذ فجر الرسالة الإسلامية.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجال ومواقف .. سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رجال ومواقف .. سلمان الفارسي .. بعد عقلي وعمق حضاري
» رجال ومواقف .. أبو ذر الغفاري .. العدالة الإجتماعية وفلسفة التغيير
» رجال ومواقف .. سعد بن عبادة .. الشرعية الأخلاقية في مواجهة غواية القبيلة
» رجال ومواقف .. عثمان بن مظعون .. شريك في المحنة , زعيم في الزهد
» رجال ومواقف .. مصعب بن عمير .. جيل جديد يغير مفهوم النخبة في قريش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: