البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - لا أقسم بيوم القيامة السبت يوليو 19, 2008 8:06 am | |
|
شيء من اللغــة - لا اقسم بيوم القيامة
د. كامل جميل ولويل - جاء هذا الحرف (لا) في عدة سور منها سورة القيامة وسورة البلد، وقد حير موقعه عددا من المفسرين، فانه جاء بالصيغة التالية: ''لا أقسم بهذا البلد'' - وجاء في سورة القيامة لا أقسم بيوم القيامة، جاء في أول السورة ولكنه جاء ايضا في حالة عطف وجاء في وسط السورة، قال سبحانه ''ولا اقسم بالنفس اللوامة'' وجاء في سورة الحاقة في وسط السورة قال سبحانه: ''فلا أقسم بما تبصرون''، والحيرة في اعتباره حرفا نافيا او ليس حرفا نافيا، هل اقسم سبحانه بالبلد الامين، هل أقسم بيوم القيامة، او انه جل وعلا لم يقسم بها؟ ان هذا الحرف من الحروف الشائعة الاستعمال، فهو حرف نفي كقوله تعالى ''لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم''، وذلك حرف جواب، هل سافر اخوك؟ لا، لم يسافر، وهي زائدة في بعض المواقف كقوله تعالى ''غير المغضوب عليهم ولا الضالين'' ولكن هذه الزيادة في هذه الاية لها غرضها، انها لازالة التوهم، ربما يتوهم القارىء ان المغضوب عليهم هم أنفسهم الضالون، فاذا قال ''ولا الضالين'' عُلم ان هؤلاء غير اولئك واينما وردت (لا) زائدة فانها تؤدي معنى خاصا في ذلك الموقف. نعود الى مجيء (لا) في أول الايات سواء أكانت الاية اول السورة او كانت وسطها، هل سبحانه اقسم بهذا البلد او لم يُقسم به، هل اقسم بيوم القيامة ام لم يقسم به؟ لقد ادى الاحساس اللغوي وتفهم المعاني الى ما يلي: قالوا: ان الحرف (لا) للنفي وهو يتعلق بموقف للكافرين الذين اصروا على كفرهم والذين اصروا من ناحية اخرى على إنكار كتاب الله ورسالة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) الى البشر، فقال سبحانه وتعالى يرد على موقفهم من القرآن وموقفهم من إنكار رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ''لا أقسم بيوم القيامة'' فالحرف (لا) ينفي الجمل المقدرة التي تفوه بها المشركون، قال لهم لا لكل ما تقولون واكد ذلك لانه تعالى غاضب من تصرفهم (لا) لظنونكم السوداوية وانكاراتكم وجحودكم، اقسم بهذا البلد الحرام، اقسم بمواقع النجوم اقسم بيوم القيامة، ولذلك تجد الايات في القرآن كله بعد هذا القسم تتعلق بصدق الرسول وصدق رسالته وصدق كتاب الله وان هذا هذا الكتاب حجة لمحمد.
منقول
| |
|