البلد : 
نقاط : 200240
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: قصة الصوم (13)  الجمعة سبتمبر 26, 2008 8:48 pm | |
|
واحــة الايمـــان
اعداد عبدالله الرعود
قصة الصوم (13)
قصة بداية ونهاية يوم الصوم (2)
د. محمد سعيد حوى - تحدثت فيما سبق عن خطأ وجهل من يدعي ان وقت الفجر الصادق متأخراً عن وقته في الرزنامة بنحو ثلث ساعة وان وقت الغروب قبل الوقت المحدد بنحو (10) دقائق.
وبينت خطأ ذلك واقعياً وذكرت ان هناك نصوصاً يعتمدون عليها في دعواهم تلك التي يترتب عليها افساد عبادة الصوم بل والحكم بفساد صلاة الفجر اذ حسب رأيهم لو صلى الانسان بمجرد الاذان لكان صلى قبل الوقت وكذا يفسرون صلاة المغرب باقامتها قبل وقتها لو صلى مباشرة، فما هي ادلتهم، وما الرد عليها:.
1- استدلوا بحديث:.
''لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر'' رواه الشيخان.
وهذا صحيح لكن بعد دخول الوقت حقيقة لا قبل دخول الوقت، كما يقال لانسان سارع الى اداء الصلاة، فهذا قطعاً بعد دخول الوقت.
2- استدلوا بحديث: ''اذا جاء الليل من ههنا وادبر النهار من ههنا، وغابت الشمس فقد افطر الصائم'' رواه الشيخان.
والحق ان هذا الحديث عليهم لا لهم فانه يؤكد ان الافطار يتحقق بتحقق الغروب لا بتوهمه، وبين ان التحقق دخول وقت الافطار او الافطار حكماً ثلاثة شروط:.
ادبار النهار.
اقبال الليل.
غروب الشمس.
فأين هذا ما يفعلون يجلس احدهم في منخفض من الارض فير ى الشمس قد غربت في حقه لكنها لم تغرب بالنسبة لعموم المنطقة.
ثم ان الحديثين ردا على من يتنطع في الدين فيتعمد تأخير الفطر عن وقته الصحيح حيث تشتبك النجوم ويظهر الظلام كما يفعل بعض المبتدعة، اما الذي نقوله فهو فقط تحقق الغروب لا توهمه.
3- حديث زر بن حبيش تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا الى الصلاة فلما اتينا المسجد صلينا ركعتين واقيمت الصلاة وليس بينهما الا هنيهة.
4- ونحوه عن انس تسحر رسول الله وزيد بن ثابت ثم قاما فدخلا في صلاة الصبح فقلت لأنس كم كان بين فراغهما، ودخولهما في الصلاة، قال قدر ما يقرأ الانسان خمسين آية، اقول: ان هذه الروايات وهي صحيحة لا تفيد اكثر من تأخير السحور الى آخر وقته وقصر المدة بين اذان الفجر واقامة الصلاة لاجتماع الناس في رمضان.
لكنهم يذكرون رواية اخرى عن حذيفة انه سئل اية ساعة تسحرت مع رسول الله فقال: هو النهار الا ان الشمس لم تطلع..
هذا حديث معلول خالف راويه الثقات الذين رووا الحديث عن زرعن حذيفة وليس فيه هذه الزيادة هو النهار.. فهو خطأ محض ثم هو مخالف لنص القرآن الكريم (حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) فنص على ذكر الفجر.
5- يحتجون بحديث ''ان بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم''.
نعم، لان بلالاً كان يؤذن قبل اقتراب وقت الفجر لينبه القائم ويوقظ النائم ولا حجة فيه.
6- ويحتجون بحديث عبدالله بن ابي اوفى كنا مع رسول الله في سفر شهر رمضان، فلما غابت الشمس قال: يا فلان انزل فاجدح لنا (أي امره باعداد طعام الافطار)، قال: يا رسول ان عليك نهاراً فقال انزل اجدح لنا فنزل فجدح، فأتى به النبي فشرب ثم قال بيديه: اذا غابت الشمس من ها هنا وجاء الليل من ها هنا فقد افطر الصائم'' رواه مسلم وهم تعلقوا بكلمة ان عليك نهاراً.
فنقول: 1- النص القرآني واضح ثم اتموا الصيام الى الليل فلا يجوز مخالفة النص القرآني بلفظ متوهم.
2- لا بد من حسن الفهم لئلا يكون هناك تعارض بين القرآن والسنة ومعنى قوله ان عليك نهاراً، انه لما تغرب الشمس اول غروبها يبقى اثر الضياء منتشراً في الافق ولا يكون ظلام بحيث لو اراد الانسان ان يقرأ مثلاً من كتاب يستطيع بل يمتد اثر الضياء الى نحو ربع ساعة فاكثر، فهذا الاثر ظنه الصحابي نهاراً فأراد النبي (صلى الله عليه وسلم) ان يبين ان مفهوم الليل في الشريعة ليس الظلام واسوداد الافق بل هو غروب الشمس.
ولذا اردف بقوله: ''اذا غابت الشمس من ها هنا واقبل الليل افطر الصائم'' فاذن غروب الشمس قد تحقق.
فكلمة ان عليك نهاراً لا تفيد هنا النهار حقيقة، ولا يجوز التعلق بها للفطر قبل غروب الشمس حقيقة، وهي من كلام الصحابي وقد صحح الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابي مفهوم الليل وانه لا بد من حقيقة الغروب وهذا الذي نقوله.
هذه ادلة من يتسرعون في الافطار قبل تحقق الغروب او يؤخرون السحور لمجرد اوهام او يبالغون بذلك، وما دام انه قد تيسر لنا معرفة دقيقة لوقت الفجر والغروب بواسطة الرزنامات حتى لو كان فيها احتياط يسير (دقيقة - 3 دقائق) فلا يجوز افساد عبادات الناس وايجاد الفتنة والاختلاف وعصيان ولي الامر وتفريق الكلمة والاولى الاحتياط اليسير لسعة دائرة عمان ولن نكون عندها مخالفين للأمر بتأخير السحور وتعجيل الفطر.
منقول
| |
|
