الصوم منهج حياة (4) .. الصوم منهج للتغيير الإيجابي
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: الصوم منهج حياة (4) .. الصوم منهج للتغيير الإيجابي الإثنين سبتمبر 08, 2008 7:45 pm
واحــة الايمـــان
اعداد عبدالله الرعود
الصوم منهج حياة (4) .. الصوم منهج للتغيير الايجابي
د. محمد سعيد حوى - اذا كان اول ما ينبغي التغيير فيه كسر العادات المستحكمة سلبياً وانهاء العادات السيئة ولا يمكن ان يكون تغيير ايجابي مع استحكام العادات فيأتي الصوم انجع وانجح علاج في ذلك، ككسر عادة نوم او طعام او الغاء عادة التدخين الضارة. واذا كان التغيير لا يمكن ان يتحقق سريعاً الا اذا كان هناك طموح وسمو وثقافة مناسبة، فلا شك ان للصوم اثراً فعالاً في تهذيب النفس ايمانياً ومن ثم الدفع باتجاه طلب العلم ان في مدارسة القرآن شهر الصوم او مطلق العلم كما هو شأن النبي صلى الله عليه وسلم، كان جبريل يدارسه القرآن في كل ليلة.. ليدلنا ذلك ان من أعمال هذا الشهر مدارسة القرآن ومجالسة العلماء ولكل ذلك اثر كبير في سمو الطالب ورقي الثقافة. واذا كان مما يساعد على التغيير وجود فريق عمل متخصص متعاون لتحقيق فكرة محددة، فاننا نجد الصوم مدرسة في توحيد المسلمين في سلوكهم ومشاعرهم وآلامهم.. ومن مقتضيات التغيير انه لا بد ان يكون تدريجياً فلا يصح ان تعطى الجرعات من الادوية مهما كان المرض دفعة واحدة. ونحن نجد ان الصوم يتضمن علاجاً متدرجاً فهو صوم معتدل يتخلله افطار ثم تنوع في العبادات واذا كان من شروط التغيير المرونة في الخطط والأهداف فالعبادات كلها في الاسلام، تتسم بمبدأ المرونة فتخفف عن المريض وعن المسافر والحامل والمرضع وتنتقل فريضة الصوم عبر العام الهجري كله ويطول يوم الصوم ويقصر ليعلمنا ذلك كله مبدأ المرونة، واي تغيير لا بد له من ثمن وتضحية وهل مثل الصوم شيء فيه تضحية وبذل بأن يمنع نفسه عن كثير من المرغوبات. ولا يأتي التغيير دفعة واحدة فلا بد من استمرار المعالجات وهذا الصوم يمتد شهراً كاملاً ثم نجد الحث النبوي على صيام ست من شوال وصيام ثلاثة ايام من كل شهر قمري ثم صيام الاثنين والخميس. ويقولون ان انجح انواع التغيير الذي تشترك فيه القمة مع عموم الامة (القيادة والرعية) وفي العبادات كما في الصوم هذا الاشتراك بين جميع ابناء الأمة كبيرها وصغيرها ذكرها وانثاها مسؤوليتها ورعيتها.. مما يوحد الافكار والمشاعر والاهداف. وكثيراً ما يصطدم التغيير بعقبة تهديد مصالح الآخرين، فاذا ما ضمن التغيير هذه المصالح نجح التغيير. ونحن نلحظ ان في الصوم من المصالح الحيوية والمادية والروحية والاجتماعية ما لا يحصى، ومع ذلك، لم يسجل في الصوم ادنى اثر سلبي على مصالح الناس، فدعوى انه يؤثر في تقليل الانتاج غير صحيحة اطلاقا. ومن شروط التغيير وجود علاقات انسانية افضل، ونحن نجد الصوم مدرسة كاملة في ايجاد العلاقات الأفضل والاوسع فيصل بين الناس فيتصالح الخصوم ويتعرف الغني على الفقير وتتوسع دائرة صلة الارحام. ويقولون ان من قواعد التغيير الايجابي توسيع دائرة الاستشارات، ونحن نجد في رمضان مناسبة عظيمة لما يعرف بالمجالس، والندوات الرمضانية اذا احسن استثمارها وتوجيهها. كما ان في ما يتخلل التراويح منبر هام لمزيد من التشاور وتبادل الرأي في احوال المجتمع والامة والامراض والعلاج. واذا كان من قواعد التغيير التفاؤل، فان آثار رمضان الايجابية على نفس الانسان وروحه تجعله في حالة سكينة وطمأنينة فهو من هذا الوجه عامل مساعد على التغيير. واي تغيير ايجابي افضل، لا يصح الا بالتوكل على الله والاستعانة به، وهذا من مقتضيات الايمان، والصوم مدرسة في تزكية النفس وتعميق معاني الايمان. وبمعنى آخر، كل ما يذكر من قواعد وشروط الاحداث التغيير الايجابي تجاه أي قضية في المجتمع، نجد ان من آثار الصوم وشهر الصوم ما يساعد على تحقيق ذلك او ترويض النفس نحو التغيير او ما يقنع نحو التغيير او ما يحدث التغيير نفسه او يعلمه للانسان او تجعله جزءاً من ثقافته وحياته. وقد يكون من المفيد هنا، ان اذكر ان من اسس وقواعد التغيير فهم النفس الانسانية والدخول الى عوالمها وكذا فهم الواقع والبيئة، فمثلاً قبل ان تضرب ابنك المراهق بسبب تصرف سيء افهم لماذا وكيف.. الخ هل للصوم علاقة بذلك؟. لا شك ان الصوم مدرسة في معالجة النفوس ومساعد للمربين على ذلك، فهو اذن احد عوامل التغيير التربوي المهم جداً وهذا سيكون له حديث آخر ان شاء الله. وهنا نؤكد اننا لسنا مع كل تغيير ولسنا مع التغيير لمجرد التغيير. انما المطلوب تغيير مدروس صحيح لأهداف صحيحة بوسائل سليمة وفق مرضاة الله، ونحن نلاحظ ان الصوم يحقق ذلك كله.. وللحديث بقية ان شاء الله..
منقول
الصوم منهج حياة (4) .. الصوم منهج للتغيير الإيجابي