التاسع من رمضان 1326 هجرية - النمسا تستولي على البوسنة والهرسك
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: التاسع من رمضان 1326 هجرية - النمسا تستولي على البوسنة والهرسك الجمعة سبتمبر 12, 2008 9:25 pm
التاسع من رمضان 1326هجرية - النمسا تستولي على البوسنة والهرسك
كانت البوسنة والهرسك تمثل اسما غريبا عن مئات الملايين من المسلمين الذين تعودوا أن يسمعوا بجمهورية يوغسلافيا دون أن يدركوا عمق التواجد الإسلامي فيها، وبقيت هذه البلد مجرد مقاطعة يوغسلافية يتعرف عليها هواة قراءة التاريخ أو من سمحت لهم ظروفهم بالسفر إلى تلك البلاد للدراسة أو السياحة، ولكن ومع مطلع التسعينيات وانهيار الاتحاد السوفييتي وتداعي نفوذه في دول أوروبا الشرقية أصبحت قضية البوسنة والهرسك تتقدم نشرات الأخبار في العالم وعادت هذه المنطقة الإسلامية إلى اهتمام المسلمين بعد أن طواها النسيان لعقود طويلة. الإسلام بقي في البوسنة والهرسك بمثابة المكون الأول للهوية ولم يكن مجرد حالة عابرة في وسط أوروبا المسيحية فمن الشرق تحيط البوسنة جمهورية الصرب الأرثوذكسية المتمسكة بتقاليد الكنيسة الشرقية، وفي شمالها ومواجهتها أيضا كرواتيا وإيطاليا الكاثوليكيتان، وفي وسط هذه الفسيفساء الدينية على اتفاق الأصول العرقية في البلقان لم يكن التعايش ممكنا بعد سقوط جمهورية يوغسلافيا وانكشاف حالة التنافر التي تعيشها مختلف الديانات التي لم تحظ بفرصة الممارسة الدينية في ظل محاولة الحكومة المركزية تنحية الاعتقاد الديني لمصلحة الأيديولوجيا السياسية. تقع البوسنة والهرسك بين جمهوريتي الصرب وكرواتيا ويمثل المسلمون البشناق أغلبية سكانها، وبقيت مع ألبانيا الدولتين المسلمتين في أوروبا، وتبلغ مساحة البوسنة والهرسك اللتين توحدتا في القرن الرابع عشر وبقيتا تمثلان كيانا سياسيا واحدا مع دخول الأتراك ونشرهم للديانة الإسلامية بين السكان والذين عرف المسلمون منهم بلقب البشناق في القرن الخامس عشر، وأصبح الجنود البوسنيون يعملون في الجيوش التركية وكان لهم دور كبير في الحروب التي خاضها العثمانيون في أوروبا. هذه الوضعية مثلت قلقا بالنسبة للأوروبيين فعلى الرغم من الشراسة الشديدة التي واجه بها الألبان والبوسنيون الفتح الإسلامي إلا أنهم تحولوا في فترة لاحقة إلى إمارات إسلامية ملتزمة مما دفع أوروبا إلى وضعها تحت ضغوط جيرانها لمحاولة تقويضها كطليعة للوجود الإسلامي، وفي سنة 1877 تقرر إلحاق البوسنة والهرسك لإدارة الإمبراطورية المجرية النمساوية كجزء من التسوية التي عقدت في برلين بعد الحرب الروسية التركية، ولكن هذه الوصاية تحولت إلى مطمع علني بالنسبة للنمساويين. ففي التاسع من رمضان سنة 1326 ه (1908م) أعلنت النمسا رسميا ضم البوسنة والهرسك إلى البلاد وذلك بعد أن أصبحت الخلافة العثمانية عاجزة عن التعمق في البلقان ومنشغلة في الدفاع عن وجودها أمام اليونان التي دعمت من أكثر من بلد أوروبي، ولكن هذا التحرك التوسعي أساء للأوروبيين وجعلهم يدعمون مشروع جمهورية يوغسلافيا حيث تمت تشظية البوسنة مرة أخرى بإلحاقها لكرواتيا حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية فأصبحت المقاطعة تمثل واحدة من المقاطعات الرئيسية في الاتحاد اليوغسلافي. في سنة 1991 أعلنت البوسنة والهرسك الاستقلال عن يوغسلافيا وكان ذلك إيذانا بانطلاق الحرب الأهلية في البلاد بين الأغلبية المسلمة والأقلية الصربية المدعومة من جمهورية الصرب الجارة الكبرى للبوسنة، ونتيجة لتصاعد الأعمال الوحشية في التعامل من جانب الصرب تدخلت القوات الدولية لتساعد البوسنيين على اتخاذ قرارها الذي بقي مؤديا لفكرة الاستقلال، ووقفت الكثير من الدول الإسلامية بجانب البوسنة ولكن هذا الاصطفاف لم يستمر طويلا خصوصا في ظل حاجة البلاد إلى الدخول في عملية
منقول
التاسع من رمضان 1326 هجرية - النمسا تستولي على البوسنة والهرسك