الرابع من رمضان سنة 927 هجرية .. العثمانيون يخضعون البلقان ويدخلون بلغراد
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: الرابع من رمضان سنة 927 هجرية .. العثمانيون يخضعون البلقان ويدخلون بلغراد الخميس سبتمبر 04, 2008 8:23 am
الرابع من رمضان سنة 927 هجرية .. العثمانيون يخضعون البلقان و يدخلون بلغراد
تعد بلغراد أهم المدن في شبه جزيرة البلقان التي تقع بين اليونان وايطاليا، وتقع عند التقاء نهري الدانوب وسافا في بقعة جميلة وخصبة، بنيت المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد على يد قبيلة كلتية أتت من أواسط أوروبا، وأتبعت بالإمبراطورية الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد، وأصبحت لاحقا واحدة من أهم المدن في التابعة لسلطة روما، وفي المنطقة التابعة لبلغراد ولد قسطنطين الأول الذي اعتمد المسيحية كديانة رسمية في إمبراطوريته. كانت بلغراد تمثل نقطة حصينة أمام الجيوش العثمانية حيث حاصروا المدينة لعدة أشهر ثلاثة مرات في القرن الخامس عشر للميلاد، ولم يتمكنوا من دخولها بعد أن أصبحت آخر معقل لا يخضع لهم في البلقان إلا في اليوم الرابع من رمضان سنة 927 هجرية. بدأت أنظار المسلمين تتجه إلى البلقان بعد توسع الدولة التي أنشأها الإمبراطور الصربي ستيفن أروس دوشا في نهاية القرن الرابع عشر للميلاد، حيث أخضع بقية البلقان لحكمه تحت سطوة الجيش الكبير الذي أسسه في فترة حكمه، مما أصبح يمثل خطرا يتهدد المسلمين ومصالحهم التجارية في البحر المتوسط، وحاول الصرب أن يغزوا الأراضي التركية بعد ذلك بسنوات. أمام هذه الأخطار التي مثلتها البلقان بدويلاتها القوية لم تكن الاختيارات العثمانية كثيرة، وكان الهجوم وسيلتهم للدفاع عن دولتهم، وبدأ الفتح العثماني للبلقان بدخولهم إلى بلغاريا وشمال اليونان ، وتمكنت فرقة تركية صغيرة من هزيمة الجيوش الهنغارية والصربية ليتمكن العثمانيون من دخول مدينة صوفيا والانطلاق منها إلى البلقان. كان يمكن للأمور أن تنتهي في هذه المحطة خاصة مع اتساع الإمبراطورية العثمانية ووجود جنودها في أكثر من بقعة حول العالم، ولكن قيام أحد الفرسان الصرب الجرحى باغتيال السلطان مراد الأول، دفع ابنه با يزيد الأول لتوجيه الكثير من الجيوش التركية لاجتياح صربيا وكان لهم ذلك في بضعة أشهر. ولكن مدينة بلغراد الحصينة بقيت تمثل أمامهم عقبة كبيرة لفرض سيطرتهم المعنوية على تلك المنطقة المهمة التي تضعهم على الطريق لقلب أوروبا، نظرا لتوافر الإمكانيات المادية الهائلة في البلقان من غابات كثيفة ومياه ولكن ذلك لم يكن بالغاية اليسيرة، ولم يتحقق دخول بلغراد التي حصلت على دعم كبير من الفرنسيين والألمان إلا في نهاية عصر السلطان سليمان القانوني، وذلك لأن اكتمال الفتح في البلقان ومتابعة المعارك في أوروبا لم يكن ضمن أولويات الأتراك الذين فضلوا أن يسحبوا وبشكل متواصل فرقا من جيوشهم المقاتلة في أوروبا لمواجهة الحملات التترية التي تواصلت على جبهتهم الشرقية في جمهوريات آسيا الوسطى. بقيت الصرب التي مثلت إقليما مهما بالنسبة للأوروبيين تحاول الاستقلال عن العثمانيين حتى تحقق لها ذلك، ولكن بقيت البوسنة والهرسك وألبانيا دولا إسلامية متمسكة بدينها حتى اليوم.
منقول
الرابع من رمضان سنة 927 هجرية .. العثمانيون يخضعون البلقان ويدخلون بلغراد