لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصوم منهج حياة ( 11) .. لكن الله يرانا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : الصوم منهج حياة ( 11) .. لكن الله يرانا Jo10
نقاط : 200490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الصوم منهج حياة ( 11) .. لكن الله يرانا Empty
مُساهمةموضوع: الصوم منهج حياة ( 11) .. لكن الله يرانا   الصوم منهج حياة ( 11) .. لكن الله يرانا Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 23, 2008 10:50 am



واحــة الايمـــان

الصوم منهج حياة ( 11) .. لكن الله يرانا PPj59731

اعداد عبدالله الرعود


الصوم منهج حياة (11) .. لكن الله يرانا


د. محمد سعيد حوى - على طريق نهوض الامة وللحديث عن مقوم آخر نقول: لو جئت تبحث في كل مناهج الدنيا عن اعظم وسيلة تربوية اصلاحية فعالة ناجعة تعالج بها كل مظاهر الخلل والفساد الاداري والاجتماعي والمالي والتعليمي وكل مناحي الحياة وبأقل قدر من الجهد وبأوسع قدر من التأثير، وبأكبر قدر من النتائج، انك مهما بحثت لن تجد منهجاً اعظم ولا ابلغ ولا اكمل من تحقيق مبدأ الرقابة الذاتية.
هذا المبدأ الذي عبر عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوله: (ان تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك).
ولأن اثره شامل كامل في اصلاح الفرد والمجتمعات وحملها على السبيل الأقوم في كل المجالات التعبدية والاخلاقية والسلوكية والمعاملاتية سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (الاحسان وهل بعد الاحسان صفة .
ولنأخذ امثلة من تاريخنا الاسلامي الحافل توضح حقيقة هذا المنهج التربوي:.
فعندما وصلت الغنائم الى عمر بن الخطاب وقد اشتملت على ما اشتملت عليه من كنوز كسروية كان من قوله: (ان قوماً ادوا هذا لآمنا)، واجيب لو رتعت لرتعت رعيتك..
لم يكن احصاء ولا حساب من احد ولا حراسة مشددة ووصلت الغنائم كاملة من العراق الى المدينة المنورة كيف حصل هذا؟.
ويمر عمر على بيوتا في المدينة ويسمع امرأة تقول لابنتها: امذقي (اخلطي) اللبن بالماء فقالت الفتاة ولكن امير المؤمنين نهى عن ذلك فقالت الام: ان عمر لا يرانا.
فقالت الفتاة: ان كان عمر لا يرانا فان رب عمر يرانا، وكان من ثمرة ذلك زواج عاصم ولد عمر من هذه الفتاة ليكون من ثمرة ذلك عمر بن عبدالعزيز الخليفة الراشد.
ولما كان ابن مسعود يرعى غنماً لسيد من سادات قريش قبل اسلامه فيمر به النبي وابو بكر وقد اخذ الجهد منهما مأخذه فيقولان: ما نطفئ به ظمأنا ونبل عروقنا فيقول: الغلام لا افعل الغنم ليست لي وانا عليها مؤتمن.
وعندما اراد معلم ان يربي تلامذته الصغار ماذا فعل؟.
قال ليأخذ كل منكم طيراً وليذبحه في مكان لا يراه فيه احد، ففعلوا الا تلميذ صغير نابه عاد ومعه الطير؟! فيسأله لِمَ لم تذبح طيرك فيكون الجواب لم اجد مكاناً لا يراني الله فيه.
انها الرقابة الذاتية .. اثر الايمان الكامل والحضور مع الله ولدت هذه المواقف العظيمة من غير اوامر عسكرية ولا سلطات امن.
لقد انقاد مجتمع المدينة الاول للأحكام الشرعية فلا تكاد تقع معصية او كبيرة، ليكون كل واحد منهم شهيداً حفيظاً على نفسه، وهو يستشعر ان الله لا يخفى عليه شيء وانه بعد ذلك مسؤول امام الله سبحانه ''ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد''.
اذا اردنا ان نجد الانسان عفيف اليد واللسان والفرج، فان سبيل ذلك هذه الرقابة الذاتية.
اذا اردنا ان نعالج مخالفات قوانين السير التي تؤدي الى حوادث خطيرة فليس ثمة الا الرقابة الذاتية.
من مشكلاتنا الخطيرة الاسراف في المياه، والاسراف في الكهرباء والبعض قد يسرق باسم جواز سرقة المال العام وهذا مرفوض شرعاً تحت أي مبرر.
من مشكلاتنا الخطيرة الرشوة والمحسوبيات والواسطات في التعيينات وغيرها.
من مشكلات الخطيرة: الغش في الامتحانات من قبل بعض الطلبة.
ونلاحظ ان كثيرين لا يتقنون اعمالهم او يضيعون وقت العمل بما هو خارج عن وظيفته.
يا تُرى ما الفرق بين من يسرق او يغش بضاعة وبين من لا يتقن عمله او يضيع الوقت او يعطي الرشوة او لا يلتزم بالقانون، لأن احداً لا يراه من الناس.
وكل هذه المشكلات اثرها خطير جداً في تخلف الامة واعاقة مسيرتها ولن يكون للأمة تقدم الا اذا تجاوزنا هذه المشكلات مع غيرها.
ما العلاج الحقيقي، انها الرقابة الذاتية النابعة من قلب الانسان الذي يستشعر بقلبه مراقبة الله له فيتقي ويحسن في كل شيء.
ونحن اذا تأملنا في فريضة الصوم نجدها قامت على اساس المراقبة لله سبحانه فيمتنع الكبير والصغير رغم انه يخلو بنفسه ولا يراه احد الا الله.
وما اعظم ان نزرع هذه التربية في نفوس الناشئة ليشبوا على ذلك من خلال فريضة الصوم.
ان الرقابة البشرية على سلوك الناس امر مهم لكنه لن يكون حاضراً غالباً.
فالتربية المنطقية السليمة هي التي تصنع وازعاً داخلياً وخاصة اذا بدأنا هذه التربية مع الطفل منذ صغره والصوم اعظم مدرسة لذلك.
ما الذي جعل يوسف ينتصر على الشهوات ''فلما رأى برهان ربه'' انها المراقبة الذاتية وما الذي جعل الفتى الذي راود ابنة عمه على الزنا مقابل دريهمات يقدمها لها لحاجتها فلما قالت له: ''اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه'' فنزع واقلع.
ومن هنا، كان قوله صلى الله عليه وسلم: ''لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن'' لأن المراقبة القلبية حاضرة في قلبه.
ومن هنا، كان على العكس قوله صلى الله عليه وسلم: ''ان رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة، فلو آمنوا حقاً لما خاضوا''..
ان سائق السيارة عندما يعلم ان على الطريق راداراً يلتزم بالقانون، فلماذا لا نجعل من قلوبنا هذا الرادار.
والسارق الذي يدخل المتجر عندما يرى جهاز التصوير يمتنع فلماذا لا نجعل من قلوبنا هذا الجهاز ان الصوم مدرسة ذلك كله.
ويبقى السؤال كيف نجعل هذه القلوب تتحقق بالمراقبة الى ان تحقق ذلك فلا تنسى ان من شروط النهوض: الارادة والصبر والمراقبة وكل ذلك يشكل انضباطاً وقدوة ومنهجاً وكل ذلك نتاج مدرسة الصوم.



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصوم منهج حياة ( 11) .. لكن الله يرانا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتدايات العامة :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: