البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة .. نقاط لغوية في سورة يوسف السبت أغسطس 16, 2008 11:36 am | |
|
شيء من اللغــة .. نقاط لغوية فـي سورة يوسف
د. كامل جميل ولويل - ما التحسس وما التجسس؟ تظل الكلمة في لغتنا العربية محدودة الاثر والتأثير باهتة ليس لها بريق يجذب النظر اذا تدارسنا منفردة، كمفردة لا ترتبط بعبارة او جملة، ولكنها تصبح ذات مقام ومقال عندما ترتبط بمفردات اخرى ضمن تركيب معين كالجملة الاسمية او الجملة الفعلية او ضمن اسلوب معين يدل على سؤال او تعجب او خبر ما، ان الكلمتين ؟ تحسس وتجسس يقع عليهما ما ذكرناه سابقا، فان اخذت كلا منهما على حدة دلتا على معان باهتة، ولكن النظر الى معانيهما الان بعد وضعهما في جمل مفيدة، قال سبحانه: ''يا بنيّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيهِ'' انه يحث ابناءه بقلب بكاء يتفطر يحثهم على التحسس، كأنهم يسيرون في الليل وايديهم تتحسس الاشياء من حولهم، انهم لا يحسون بل يتحسسون انهم يمعنون في تلمس الاشياء لمعرفتها ومعرفة ما يحيط بها، ارأيت كيف يعطي استعمال الكلمة في سياقها معاني جزلة جدا، مشخصة كل التشخيص، ومثل هذا الموقف تأخذ من كلمة (التجسس). قال سبحانه: (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب احدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه''، ما التجسس اذا؟ جاءت الكلمة في سياق نهي متكرر، ففعلها اذا من الاشياء المخالفة لارادة الله، فالاعمال: لا يسخر، ولا تلمزوا انفسكم، لا تجسسوا، لا تغتابوا، انها اعمال شريرة وقد نهى سبحانه وتعالى عنها بشدة، من هذا السياق تقدر الفرق بين التحسس لنعثر على الطفل المفقود، والتجسس في امور الشر، كلاهما بحث، لكن الاول بحث في الحق والخير، والثاني بحث في الباطل والشر، ان التقارب في لفظ الكلمات يعطيها تقاربا في المعنى، فكلمة تحسس تختلف عن كلمة تجسس في حرف واحد، هو الحرف الثاني، والحرفان الحاء والجيم قريبان في الشكل وقريبان في النطق، وقد اعطيا معنيين متقاربين، تحسس بحث في امر خير، واما تجسس فهي البحث في امر شرير، سبحانه الذي اعطانا لغة ذات اذواق رائعة، وسبحانه الذي اعطانا لفظا يؤدي الى معان واضحة، سبحان من اطلق على هذه اللغة الشريفة اسما طيبا يكرمها ويشرفها وهو (لسان عربي مبين).
منقول
| |
|