البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الضمائر بين الملموس والتشخيص السبت يوليو 16, 2011 9:00 am | |
|
الضمائر بين الملموس والتشخيص
إنّ لغتنا العربية تميل في كل معالمها إلى أن تكون لساناً عربياً مبيناً، فكل قاعدة فيها تشير إلى معنى معين، ولقد تحدثنا بعض الحديث عن الضمير، فهو ينوب عن الاسم بحروف أقل من الكلمة، فهو شهادة للغتنا العربية في الايجاز والاجمال والاختصار، ولكل ضمير طريقه في العودة الى الاسم لافادة تعظيم الشيء او تحقيره ان كان يستحق ذلك الشيء يستحق التعظيم او غير ذلك، واما الضمير الآن فإننا نتساءل فيه: هل يعود الى شيء ملموس او الى شيء معنوي؟. الاصل في الضمير انه يعود للشيء الملموس، هذه هي منظومته العامة، وذلك مثل قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول»، فواو الجماعة تعود الى المؤمنين، والهاء في كلمة (له) تعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إذاً هذه الضمائر تعود على شيء ملموس، وتجد في كتاب الله جل في علاه آلاف الضمائر تعود على أسماء ملموسة مادية ذاتية، ولكنك تجد الى جانب ذلك ضمائر تعود إلى اسماء معنوية، وليست واقعاً ملموساً، قال سبحانه وتعالى «إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون» مريم35، الضمير في كلمة (له) يعود الى الاسم (أمراً) وهو اسم يدل على معنى، لكن الذي سوّغ ذلك ان هذا الامر الذي قضاه الله تعالى كأن يخلق بحراً أو إنساناً أو يبث الدواب كل هذه الامور في حكم الله يقع بمنزلة المشاهد الملموس، فصح عود الضمير إليه، ولكن الغالبية الساحقة اشياء ملموسة، قال سبحانه «يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج»، وقال سبحانه في جولة الحوار بين الرسول موسى (عليه السلام) والطاغية (فرعون) «وما رب العالمين قال رب السموات والارض وما بينهما»، البقرة آية 215، وهكذا. ومن اثر البيان ولغة البيان انها تجعل الضمير يعود لأقرب اسم، فإذا كان هذا الاسم مضافا او مضافا اليه، كان للمعاني الاثر الاكبر، قال سبحانه «وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها» إبراهيم 34، عاد الضمير الى كلمة (نعمة) لان المعاني تقتضي ذلك، والآية التالية، يعود الضمير فيها الى المضاف اليه لان ذلك من مقتضيات المعاني، قال تعالى «واشكروا نعمة الله ان كنتم اياه تعبدون» النحل 114، ألا ترى أن المعاني هي الغرض الأول في لساننا العربي المبين؟.
منقول
| |
|