البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - الضمائر بين الملموس والتشخيص السبت أغسطس 09, 2008 9:11 am | |
|
شيء من اللغــة - الضمائر بين الملموس والتشخيص
د. كامل جميل ولويل - إن لغتنا العربية تميل في كل معالمها الى أن تكون لسانا عربيا مبينا، فكل قاعدة فيها تشير الى معنى معين، ولقد تحدثنا بعض الحديث عن الضمير، فهو ينوب عن الاسم بحروف اقل من الكلمة، فهو شهادة للغتنا العربية في الايجاز والاجمال والاختصار، ولكل ضمير طريقه في العودة الى الاسم لافادة تعظيم الشيء او تحقيره ان كان يستحق ذلك الشيء التعظيم او غير ذلك، وأما الضمير الان فاننا نتساءل فيه هل يعود الى شيء ملموس او الى شيء معنوي؟ الاصل في الضمير انه يعود للشيء الملموس وهذه هي منظومته العامة، وذلك مثل قوله تعالى: ''يايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول'' فواو الجماعة تعود الى المؤمنين، الهاء في كلمة (له) تعود الى النبي (صلى الله عليه وسلم) اذا هذه الضمائر تعود على شيء ملموس وتجد في كتاب الله جل في علاه الاف الضمائر تعود على اسماء ملموسة مادية ذاتية، ولكنك تجد الى جانب ذلك ضمائر تعود الى اسماء معنوية ووليست واقعا ملموسا، قال سبحانه وتعالى ''اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون'' مريم 35، الضمير في كلمة (له) يعود الى الاسم (أمرا) وهو اسم يدل على معنى، لكن الذي سوغ ذلك ان هذا الامر الذي قضاه الله تعالى كأن يخلق بحرا او انسانا او يبث الدواب كل هذه الامور في حكم الله يقع بمنزلة المشاهد الملموس وفصح عود الضمير اليه، ولكن الغالبية الساحقة اشياء ملموسة قال سبحانه ''يسالونك عن الاهله قل هي مواقيت للناس والحج''، وقال سبحانه في جولة الحوار بين الرسول موسى (عليه السلام) والطاغية فرعون ''وما رب العالمين قال رب السموات والارض وما بينهما'' البقرة آية 21، وهكذا. ومن أثر البيان ولغة البيان انها تجعل الضمير يعود لاقرب اسم، فاذا كان هذا الاسم مضافا او مضافا اليه، كان للمعاني الاثر الاكبر، قال سبحانه ''وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها'' ابراهيم 34، عاد الضمير الى كلمة (نعمة) لان المعاني تقتضي ذلك، والآية التالية يعود الضمير فيها الى المضاف اليه لان ذلك من مقتضيات المعاني، قال تعالي ''واشكروا نعمة الله ان كنتم اياه تعبدون'' النحل 114، الا ترى ان المعاني هي الفرض الاول في لساننا العربي المبين؟
منقول
| |
|