البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: أبو القاسم الشابي : الشاعر الثائر الجمعة مايو 13, 2011 8:46 pm | |
|
ابو القاسم الشابي: الشاعر الثائر
ولد الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي في قرية الشابية في العام 1909، وقد حفظ القرآن الكريم في طفولته، وتعلم مبادئ العلوم واللغة العربية والدين. كانت نشأة الشابي في أسرة دينية، فقد تربى على يدي أبيه وتلقن روح الصوفية التي كانت سائدة في المغرب العربي، لتساند دراسته الدينية، وساعده مكوثه في مدينة تونس على تكوين ثقافة غنية. وقد اتجه الشابي لدراسة الحقوق، في الوقت الذي أخذت مواهبه الأدبية تبرز و تعبر عن نفسها في قصائد ومقالات ومحاضرات، أعلن فيها عن نفسه وهو دون العشرين. وجد الشابي في الرومانسية الملاذ الوحيد له ليعبر عما في نفسه، وقد كان مؤمنا بقضيته السياسة وكان من الذين حاربوا الاستعمار الفرنسي لبلده، وقد برزت عاطفته الصادقة في عدة مواضع. أن ما أثار وطنية الشابي بالدرجة الأولى هو اصطدامه بالرجعية، ووطنيته وطنية جد صارخة ذات هجمات نارية عاتية مدمرة، ولكن لم تكن موجهة للاستعمار بقدر ما هي موجهة للرجعية التي حبست أنفاس الأمة، وقيدت طموح الشعب فمنعته من التحرر والانطلاق، وأرجعته بقوة للماضي البالي الذي فقد معناه في نفوس الشباب المتفهم لرسالته في الحياة. حين نتأمل شعر الشابي في ذكره للطبيعة نستطيع وصف حالته بأنه ينظر إليها بعاطفة رفيعة تنبعث من مشاركته لظواهرها والاندماج معها. وتصل به هذه الحالة إلى حد الموت الفاني في جمالها، لندرك مدى شدة تركيب شعوره، لأنه لم يتذوقها إلا بعميق إحساسه حتى أنه يبعث من الطبيعة دفئا وحنانا، وهو يظهرها أمامك في كامل بهائها بما تملكه عباراته من قدرة على الإحياء. ويبدو أن الشابي كان يعلم أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض، ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في العام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج، وامتثالاً لرغبة والده عزم الشابي على الزواج وعقد قرانه. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أهو داء السل أم مرض القلب؟. بعد ذلك دخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام، ويظهر من سجل المستشفى أن الشابي كان مصاباً بمرض القلب. توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من العام 1934، ونقل جثمانه إلى توزر ودفن فيها. وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة، ففي العام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال كبير. تأثر الشاعر في قصائده بالظروف السياسية التي نشأ فيها، حيث خضعت بلاده للاحتلال الفرنسي، فدافع بشعره، الذي اتسم بالتفاؤل والأمل عن قضايا بلاده. ودعا من خلاله الى الحب والحياة. لقد كان الشابي بشعره يقف في مصاف كبار جنود وسياسيي العالم الثالث، فقد كان ذلك الشعر حربا لا هوادة فيها ضد الاستعمار، وأخذ على عاتقه محاربة الرجعية والجهل وظلام التخلف. كما أنه لم يظهر نجمه بعد موته لأن بعد موته بفترة بسيطة اشتعل العالم بنيران الحرب العالمية الثانية، وتلتها ثورات التحرير في الوطن العربي، فكاد العالم أن ينسى الشابي إلى أن نشر زميله وأخوه آثاره وبعض النقاد كذلك
منقول
| |
|