البلد : 
نقاط : 200480
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: ترسب الدهون على الكبد  الأحد أبريل 17, 2011 2:25 pm | |
|
ترسب الدهون على الكبد
تتيانا الكور - عادة ما يقترن ترسب الدهون على كبدنا بإرتفاع في إحدى أنزيمات الكبد أو جميعها نتيجة إتباع نمط حياة غير صحي يشمل زيادة في الوزن، وتناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة غير الصحية (الموجودة في كل من لية الخاروف وجلد اللحوم، والزبدة، والسمنة، والوجبات السريعة، والمنتجات المصنعة)، ونظير استهلاك كميات كبيرة من الكحول، أوالتدخين. وحقيقة الأمر بأن العلاج الطبي لمثل هذه الحالة يختلف باختلاف الفئة العمرية، ودرجة ترسب الدهون على الكبد ودرجة تلف الكبد، إنما يمكن إصلاح تلف الكبد بسرعة من خلال إعتماد نظام غذائي ونمط حياتي صحي.
وتشير الأبحاث الطبية في هذا المجال بأن خفض وزن الجسم عن طريق إتباع نظام غذائي غني بالألياف الغذائية وقليل الدهون المشبعة واستبدالها بالدهون الصحية (كالطحينية وزيت الزيتون والزيتون والأفوكادو وبذر الكتان والمكسرات مثل الجوز واللوزوالفستق) قد يكون علاجا فعالا لمثل هذه الحالة.
ويتسم النظام الغذائي الطبي لحالة الكبد الدهني وإرتفاع أنزيمات الكبد بسمات أربعة تتلخص بفقدان الوزن الزائد بطريقة صحية، الإعتماد على وجبات نباتية، الإكثار من المواد المضادة للأكسدة، وتجنب تناول الكحول. فعملية فقدان الوزن بطريقة صحية تقلل من خطر إصابة الكبد إذ تشير الدراسات في العقد الأخير إلى أن نسبة فقدان 10% من وزن الجسم على مدار أشهر تؤدي إلى تحسين وظائف الكبد، إلا أن فقدان الوزن السريع بمعدل أكثر من نصف كيلوغرام لدى الأطفال والمراهقين والمراهقات، أو واحد كيلوغرام لدى كل من البالغين والبالغات في الأسبوع يؤدي إلى تفاقم الحالة، فليس المهم هو الإستعجال في خفض وزن الجسم وإنما هو مراعاة التوازن الغذائي والصحي لظروف هذه الحالة.
أما السمة الثانية حول الإعتماد على تناول وجبات نباتية، فتشير الأبحاث بأن الإستناد إلى تناول عدة وجبات نباتية خلال الأسبوع يساهم في الوقاية وفي علاج حالة الكبد الدهني وإرتفاع أنزيمات الكبد وذلك لما توفره هذه الوجبات من ألياف غذائية إذ نوصي بتناول 10-25 غرام من الألياف الغذائية الذائبة في الماء يوميا والتي يتصدرها رقائق الشوفان بمعدل 2 ملعقة طعام يوميا. كما وتتوفر الألياف الذائبة في الماء في بعض أنواع الفواكه، خاصة التفاح الذي يحتوي على مادة البكتين.
إضافة إلى الألياف، تشكل الوجبات النباتية مصدرا للدهون الصحية خاصة تلك غير المشبعة، مثل تناول المصادر الغنية بالأحماض الدهنية الثلاثية كالجوز والأفوكادو، وتناول مصادر غنية بحمض الألفا لينولييك، مثل تناول ملعقة طعام من زيت الجوز يوميا، أو ملعقة طعام من بزر الكتان المطحون، أو ملعقة صغيرة من زيت بزر الكتان.
ولا سيما نحن بإنتظار العديد من نتائج التجارب السريرية العالمية التي تتناول تأثير خفض الدهون المشبعة إذ تشير الدراسات الأولية إلى دور خفض الدهون المشبعة واستبدالها بالدهون الصحية في التأثير على مستويات الدهون في دمنا، خاصة الدهون الثلاثية، إضافة إلى خفض مقاومة جسمنا لهرمون الأنسولين مقارنة مع الأنظمة الغنية بالدهون والقائمة على تناول اللحوم بكثرة.
أما بالنسبة إلى سمة الإكثار من المواد المضادة للأكسدة والمتوفرة في الخضار والفواكه فتشير الأدلة العلمية إلى أن تناول هذه المواد بصورة يومية يقلل من تلف الحمض النووي لخلايا الكبد، كما ويقلل من تعديلات في بروتينات خلية الكبد ومن تدمير أغشية خلية الكبد جراء عملية الأكسدة التي عادة ما تتم وتكثر من خلال تناولنا للدهون المشبعة ولإتباعنا لنظام حياتي غير صحي.
وهنالك من يقوم بنصيحة المصاب أو المصابة بحالة الكبد الدهني بتناول بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة وبتراكيز كبيرة، ولكنني أحذر بأن عملية تناول أي مكمل غذائي يجب أن تتم تحت إشراف طبي وغذائي إذ ما كشفته لنا الأبحاث بأن الغذاء المتوازن يضمن آلية إمتصاص جسمنا من هذه المواد المفيدة، كما ويضمن تكاملية العناصر الغذائية بم فيها الفيتامينات، والألياف الغذائية، والدهون الصحية وتعتبر هذه التكاملية ضرورية للحفاظ على مستويات صحية لأنزيمات الكبد في دمنا.
منقول
| |
|
