البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: معالجة النزيف تقي من الجلطة السبت أغسطس 21, 2010 5:40 pm | |
|
معالجــة النزيـف تقـي مــن الجلطـــة
د. محمد أحمد حوامده- اختصاصي الأمراض الباطنية والقلب
ينتشر الدم في أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية. ولأن هذه الأوعية مصنوعة من أنسجة فإن كل تمزّق فيها يسمح بتسرب الدم إلى الأجزاء المحيطة أو إلى الخارج في مجرى لا ينتهي لولا الآلية العجيبة التي تسد الثقوب الصغيرة جدا او الفتحات الكبيرة. الارقاء أو وقف النزف الدموي هو جهد متعاضد تتضافر للقيام به الأنسجة وأوعية الدم واللويحات (الصفائح الدموية)، فالضغط من الأنسجة المحيطة يعمل على وقف النزف من الجرح وإن المواد التي تخرج من الأوعية والأنسجة المصابة ومن اللويحات تحرض الاوعية على مزيد من التقلص, والدم على تكوين جلطات. ولذا فإن قطعة من الدم الهلامي تسد فتحات الاوعية وتشد أطرافها بعضها الى بعض. ويظل الامر كذلك الى ان تشفى الاوعية. ثم تختفي الجلطة من دون ان تترك أثرا في الغالب. تتكون اللويحات في نخاع العظم. والوظيفة الاولية لهذه الرزم الكيميائية الهائلة قدرتها على سداد ملايين الثقوب الصغيرة في جوانب أوعية الدم باستمرار بغية منعه من التسرب الى الانسجة. وعندما تظهر الشقوق تلتصق اللويحات فوق موضع الخلل مكونة بسرعة رقعة فوق الثقب, كما تطلق مواد كيميائية تباشر بعملية تجلط الدم. من المؤكد أن عملية تجلط الدم هي إحدى أغرب الآليات في الطبيعة. والشيء اللافت للانتباه هو التوازن الدقيق بين عدم التجلط وفرط التجلط. هنالك نوعان من النزف: 1- النزف الخارجي 2- النزف الداخلي تتسرب الدماء إلى الخارج في النزف الخارجي وذلك عندما تتمزق مجموعة من الانسجة نتيجة جرح ما. اما في النزف الداخلي فيتم تسرب الدم من أوعية الدم الى الانسجة او احد تجويفات الجسم. وقد يخسر المرء حوالي ليتر ونصف اللتر من الدماء ويظل مع ذلك حيّا. ولكن إذا قطع شريان كبير وكان النزف سريعا فإن كمية الدم هذه لا تستغرق خسارتها مدة طويلة. ولذلك يجب ان تكون معالجة النزف فورية. دلائل عامة على النزف: عندما يخسر الجسم كمية كبيرة من الدم تحدث علامات وأعراض معينة منها الإغماء والعطش المفاجئ والدوار والرطوبة والبرودة في الجلد والتنفس السريع والقلق والنبض السريع والضعيف وغير المنتظم في القلب (يلاحظ ذلك عند جس النبض) وفي بعض الاحيان تكون الصدمة فضلا عن العلامات المذكورة أعلاه. 1- النزف الخارجي يفحص الشخص المصاب في أقرب وقت ممكن لتحديد ما اذا كان قد خسر دما. وتنزع الثياب عن أجزاء الجسم التي يرى أن الدم ينزف من خلالها. وعند حدوث النزف الخارجي يجب اتباع ما يلي: 1- اضغط ضغطا مباشرا على موضع النزف ثم ضع كمادة شاش معقمة او فوطة صحية نظيفة او قطعة قماش مغسولة حديثا على الجرح وثبتها. ولا تضغط إلا بالقدر الكافي لإيقاف النزف؛ لأن الافراط في الضغط قد يعيق سريان الدم في اجزاء الجسم الاخرى. وفي حال أوقف الضغط النزف, ضع ضمادة على الكمادة لتثبيتها في مكانها حتى وصول المصاب الى المستشفى. لكن عندما لا يؤدي الضغط الى السيطرة على النزف, اتبع التعليمات الواردة في البند الثاني ادناه. 2- لإيقاف النزف الغزير من الذراع او الساق او الوجه, اضغط عميقا على الشريان الرئيس الذي يمد الجزء المصاب بالدم. ويمكن سد الشريان الرئيس الذي يزود الفخذ والساق بالدماء باستعمال الضغط بقوة وعمق على اصل الفخذ. اما الشريان الذي يمد الذراع فيمكن سده بوساطة الضغط بقوة على أعلى الذراع عند مستوى الإبط مباشرة. وأما الشريان الذي يمد الوجه فيمكن سده عن طريق الضغط الى الخلف والى الداخل في العنق على طول خط يمتد بين الحنجرة والعضلات التي تدير الرأس. 3- حاول منع حدوث الصدمة أو عالجها إن حدثت. ارفع الطرف النازف بغية تخفيض ضغط الدم فيه وبالتالي تسهيل السيطرة على النزف. وإذا كان المصاب واعيا شجعه على تناول السوائل بواسطة الفم. 2- النزف الداخلي: ينتج النزف الداخلي بسبب اذى او انفجار يصيب احد اعضاء الجسم الداخلية مثل؛ الكبد او الطحال, او من قطع احد اوعية الدم او من مرض داخل الرئة, او من قرحة في المعدة. لا يوجد مع تنوع أشكال النزف الداخلي دليل خارجي على حدوثه, الا ان بعضه يؤدي إلى تجمع الدم في داخل الجسم قبل ان يطرد لاحقا من خلال احدى فتحاته. فالنزف في الرئتين عادة ما يؤدي الى سعال يصحبه دم ناصع بشكل رغوة. أما النزف داخل المعدة قد يشير اليه تقيؤ دم أحمر اذا كان النزف حديثا, او اسود متخثرا اذا كان قديما. في حين النزف داخل الامعاء فقد يدل عليه البراز الاسود. وعند حدوث النزيف الداخلي يجب أن تقوم المعالجة الطارئة له على العناية بالمريض حتى حضور الطبيب, ويجب أن يظل المصاب دافئا بينما ترفع قدماه وساقاه فوق مستوى جسمه.
| |
|