البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: مانديلا .. سلام عليك الجمعة فبراير 26, 2010 11:24 am | |
|
مانديلا .. سلام عليك
جميل حمد - أيقن أن سبيل الله هو العدل حتى لو كره «البيض»,فكان واثقا ومطمئنا لوقع خطاه منذ البدايات, فقد حضرت افريقيا بقمحها وقطنها وذهبها ,وصدحت طبولها حين كان يدلف الى زنزانته في جزيرة «روبين» عام 1964 حتى نال حريته في 11 شباط عام 1990. «اذا ما تطلب الأمر» عبارة تلخص حياة نلسون مانديلا كما يقول محاميه الذي نصحه باستخدام هذا التحوط,,قبل ان يقول بانه «مستعد للموت» في المحاكمة الشهيرة التي كادت تودي به هو ورفاقه في 1964 الى المقصلة، لان الموت كما اخبره محاميه ,لا يطلب لذاته وحينها أدلى مانديلا بمرافعته التاريخية على مدار خمس ساعات, فظهرت قوة حجته وعدالة قضيته لان عنوانها هو العدل وكما يقول في مذكراته «فاللون والجنس مجرد هبة منحها الله لكل فرد منا وليست علامة لا تمحى». غادر مانديلا سجنه، كما غادر طينه الارضي بما يعنيه الصلصال من هشاشة وضعف وأحقاد تتسرب بين المسامات وتختبىء في ثنايا الذاكرة، فدعا سجانه كريستوبراند ومطلقته «ويني» لمشاركته الاحتفال بالذكرى العشرين لاطلاق سراحه. وتصالح مع السجان، لان الارض أوسع من ثُقب ابره وباب زنزانة ,ولانه كما يصف تلك اللحظات «فقد عززت قناعاتي ومفاهيمي للانسانية حتى مع اولئك الذين ابقوا عليّ خلف القضبان». ويتذكر مانديلا سجانه حين كان يخاطبه بقوله «يا مانديلا.. لك رسالة، ولا نستطيع تسليمها لك»! ويقول.. لم اكن اعرف أفسر لماذا «لا» ولا من أين جاءت الرسالة. .أما نظام الرسائل في سجن «روبين» كما يروي مانديلا في مذكراته، فهو الاكثر امتهانا لكرامة الانسان، لانه يقتصر على ارسال رسالة واحدة واستلام رسالة واحدة كل ستة شهور... وزيارة واحدة في العام. وهنا يتضح المعنى، بانك محتاج الى ما هو أكثر من النسيان لكي تنسى ما كان وتصدّ صهيل الموت حين يشرئب صاعدا نحو الروح، فحضور العفو يشبه المعجزة لمن عاش واكتوى وخبرَ معاداة العنصرية البيضاء في جنوب افريقيا للبشرية ولسبيل الله في العدل ولمن وصف الرسائل في مذكراته.. بامطار صيف قادرة على ارواء الصحراء وإزهارها». وخلال الاعوام 76-79 ارسل مانديلا اربعة رسائل من سجن «روبن» الى زوجته «ويني» فقد كانت حبه ,كما يقول رفاقه في السجن، ولكن ويني لم تعرف للتصالح طريقا، فابتدعت ما سمي بالمحاكم الشعبية وفرضت سطوتها بالاغتيال والخطف والاعدام والكسب غير المشروع حتى أن أحد الصحفيين قال: «جنوب افريقيا ابتليت بمصيبتين «ويني» و»الايدز». ويقول مانديلا «حاربت ضد هيمنة البيض وحاربت ضد هيمنة السود» ومن البدهيات لمن فعل ذلك ان يترك ويني للقضاء والعدالة، ولنسيان التاريخ ويبقى هو شاهدا وحيدا على التصالح وعلى اتساع الارض والاوطان.. فسلام عليك.
منقول | |
|