موضوع: مدينة "الدورادو " الغنية بالذهب .. مازالت لغــزا الخميس فبراير 25, 2010 8:13 pm
مدينة «الدورادو» الغنية بالذهب ..مازالت لغــزا
لا تزال عالمة الآثار البرازيلية دينيس شان على رفضها لفكرة وجود حضارة «إلدورادو» الأسطورية برغم أنها ما زالت تكتشف هي وفريقها شواهد تدل على وجود حضارة قديمة ومتقدمة في حوض الأمازون الغربي. وتشير الدلائل التي عثر عليها الفريق إلى أن شعبا كان يعيش هناك قبل ألف عام في مستوطنات منظمة تتخللها شبكة طرق معقدة. وتمكن العلماء حتى الآن -وبمساعدة صور التقطتها الأقمار الصناعية وأخرى التقطتها طائرات-من تحديد أكثر من 260 مخطط أو بقايا معالم هندسية ضخمة محفورة في الأرض. وظهرت الرسوم بسبب تزايد عمليات إزالة الأشجار في الغابة التي لم تطأها قدم منذ أمد بعيد. وقالت شان وهي أستاذ بجامعة بارا الاتحادية بمدينة بيليم عاصمة ولاية بارا البرازيلية :» حتى وقت قريبك كان من المستحيل رؤية المعالم لأن الغابات المطيرة الكثيفة كانت تغطيها «. وكان ألسيو رانزي وهو قروي محلي ويعمل حاليا ضمن فريق شان ، رصد معالم الطرق وسرعان ما أدرك أن تلك الخطوط التي تشكل دوائر ومستطيلات قطرها يتراوح بين مئة وثلاثمائة متر يجب أن يكون من صنع الانسان. أعلن رانزي عن أول اكتشافاته في أواخر تسعينيات القرن الماضي قرب الحدود البوليفية، وانضم له في رحلة البحث والاستكشاف تلك كل من شان وأثري فنلندي آخر عام 2005 ، وبدأ ثلاثتهم في تقييم وفحص الصور التي التقطتها الطائرات. في البداية التقط رانزي صورا من طائرة، ثم قام الباحثون بتحليل منظم لصور تم الحصول عليها من موقع «جوجل إيرث». وبمجرد انتهائها من فحص كل الصور ، أتاحت الحكومة البرازيلية صورا أخرى التقطتها الأقمار الصناعية لتوثيق ومراقبة التدمير المتتالي الذي يلحق بالغابات المطيرة بالبرازيل. وأمكن تمييز ممرات وقنوات مائية في الصور تم شقها منذ أمد بعيد، غير أنه تعذر تتبع سير الجدران الطينية التي كانت تحيط بتلك الممرات المائية والتي كان ارتفاع بعضها يبلغ مترا كاملا. ويؤكد الباحثون أن بقايا الطرق التي تمتد على مساحة 250 كيلو متر في ولاية أكري البرازيلية، تمثل دليلا على وجود حضارة سابقة في المنطقة. لقد خطط للممرات المائية بطريقة منهجية ، فالكثير من المسارات الترابية تقود بشكل مباشر إلي الأنهار. تقول شان « الأغرب أن كثيرا من القنوات المائية متشابهة في الحجم ويبلغ عرضها نحو 11إلى 5ر11 متر ... ونعتقد أن هنود الأراواك هم من أنشأوها». ولقد كانت تلك الحضارة تتألف من عشرات الآلاف من البشر ولا شك، وتعتقد شان أن مخططات الطرق تلك تعود لفترة ما بين القرنين الثاني ونهاية الثالث عشر الميلاديين . غير أنها أردفت «لكنني لا أعتقد أنها ترتبط من قريب أو من بعيد بـ إلدورادو». لقد اعتقد الفاتحون الأسبان على مدار قرون بوجود أسطورة إلدورادو الغنية بالذهب والاحجار الكريمة وحاولوا سبر أغوارها خلال غاراتهم ،وكانوا يعتقدون أنها موجودة في مكان ما في أمريكا الجنوبية ، غير أن آلاف المغامرين جاؤوا ولقي معظمهم حتفه. وكان البحث عن الحضارة المفقودة هو سر المغامرات المتكررة التي خاضها المستكشف البريطاني الكولونيل بيرسي فاوست في أوائل القرن العشرين في الغابات البرازيلية. لقد أخبر بعضهم فاوست أن هناك مدينة مندثرة ، أسماها هو «المدينة زد» وفي عام 1925 اختفى الكولونيل البريطاني نفسه في الغابة دون أثر. ويجري حاليا تصوير عمل سينمائي عن فاوست تحت اسم»مدينة زد المفقودة» يلعب بطولته النجم الأمريكي براد بيت. ومن المحتمل أن يتمكن فريق الأثريين بقيادة رانزي وشان من التوصل إلي إجابات عن بعض أسئلة فاوست ، وتعتقد شان أن ما تم الكشف عنه حتى الآن من الطرق ما هو إلا نذر يسير وربما يكون هناك نحو ألف طريق آخر لم تكتشف بعد. وقالت « هناك اثار مماثلة موجودة ولا شك في مناطق لم نبحث فيها على الإطلاق». ولا تزال الكثير من الاسئلة تشغل بال الباحثين البرازيليين ، ماذا تعني الدوائر والمستطيلات بالضبط؟ وماالغرض منها؟ هل لها أيضا دلالة رمزية؟ ماذا كان شكل الحياة النباتية آنذاك؟ هل كانت الغابات المطيرة تغطي المنطقة أم كانت غابات من السافانا؟. وفي محاولة للعثور علي إجابات عن هذه التساؤلات يسعي الباحثون للكشف عن بعض الطرق التي لا تزال مغطاة تحت ظلال الغابة آملين في أن يتم الحفاظ عليها بشكل أفضل . وربما يكشف حوض الأمازون بعد قرون ما إذا كان المغامرون يبحثون عن اسطورة لا أساس لها ، أم أن هناك أثر حقيقة في أسطورة المدينة المفقودة سواء كانت إلدورادو أو مدينة مجهولة لا نعرف عنها شيئا بعد.