موضوع: الأرجيلة تنقل " السل " و"الكبد الوبائي " الإثنين سبتمبر 08, 2008 1:22 am
الأرجيلة تنقل "السل" و"الكبد الوبائي"
شباب يدخنون الأرجيلة التي تزداد التحذيرات الطبية من أخطارها الصحية - (أرشيفية)
دراسات طبية تحذر رواد المقاهي من أمراض خطيرة
فريهان الحسن
عمان - في الوقت الذي يؤكد فيه أطباء ومسؤولون أن "تدخين الأرجيلة المشترك ينقل أمراض السل والكبد الوبائي"، فإن رواد مقاهٍ يجهلون حجم المخاطر التي قد تسببها الأرجيلة.
إحصائيات وزارة الصحة الأردنية تؤكد ارتفاع نسبة تدخين الأرجيلة من 6% - 22% في غضون أربعة أعوام. الأرقام يؤكدها مدير التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة د. مالك حباشنة، الذي يبين أن الدراسة تتم كل ثلاثة أعوام مع منظمة الصحة العالمية، ومركز مكافحة الأمراض الأميركي في أتلانتا.
شملت الفئة العمرية من 13 الى 15 سنة من طلبة المدارس البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون طالب، ويشكلون ما نسبته خمس سكان المملكة.
ووجدت الدراسة ارتفاعا في نسبة مدخني الأرجيلة لدى هذه الفئة التي توزعت بنسبة 27.3% على الذكور و16.7% على الاناث.
الحباشنة يرى أن هناك تحولا مهما من تدخين السجائر، لمصلحة تدخين الأرجيلة.
ويلفت إلى أن "تدخين الأرجيلة بات عادة مقبولة اجتماعيا"، معيدا ذلك إلى توفرها في أماكن عديدة، خصوصا في العاصمة عمان، إضافة إلى استضافة الأرجيلة بنسبة عالية في البيوت.
ويرى أن "طلب آباء من أبنائهم تحضير الأرجيلة يؤدي إلى تقبلها نفسيا"، وبالتالي تقبل فكرة عادة التدخين.
رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة التدخين د. زيد الكايد يبين أن هناك دراسات عالمية تم اجراؤها تؤكد أن "جرثومة السل تعيش في بربيش الأرجيلة". ويلفت إلى أن مادة القطران والأوساخ التي تترسخ في "البربيش" تنمو وتعيش داخله لتنقل العدوى بين الناس.
الكايد يشير إلى أن الجراثيم تنتقل من خلال الاستخدام المتكرر للبربيش من أشخاص عديدين، مؤكدا أنه "وسيلة جيدة لانتقال المرض بكل سهولة"، عدا عن الأمراض المعدية الأخرى التي تنتقل بالطريقة نفسها.
وتذهب مديرة عيادة الاقلاع عن التدخين د. هبا أيوب إلى أن "مرض السل عاد إلى الانتشار مجددا عن طريق الأرجيلة، بعدما كان قد بدأ بالاندثار".
وتؤكد أن مرض "الكبد الوبائي قد ينتقل أيضا عن طريق الاستخدام المتكرر للأرجيلة"، لافتة إلى أن عيادة الإقلاع عن التدخين تقوم بحملات توعية مستمرة لتبيان ضرر الأرجيلة.
وتشير إلى أن الأرجيلة نفسها تحمل العديد من الأوساخ وتجمعها داخلها، مبينة أن لها أضرارا عديدة أخرى مثل الانتفاخ الرئوي، وسرطان الفم والشفة.
وبحسب دراسة أجريت في الجامعة الأردنية فإن "الرأس الواحد من الأرجيلة يعادل ما بين 40-60 سيجارة"، إضافة إلى أن المعسل المستخدم عبارة عن "فواكه متعفنة" تؤخذ زيوتها، وعند حرقها تسبب أضرارا كبيرة.
العشريني أمجد مصطفى تفاجأ بأن الأرجيلة تنقل الأمراض، فهو يقوم بتدخين الأرجيلة أكثر من ثلاث مرات يوميا في مقاه متعددة.
ويبين أمجد أنه كان يعتقد بأن "المبسم" الذي يوضع في أعلى البربيش يساعد في الحماية من انتقال الأمراض المعدية.
فيما يلقي سعيد (32 عاما) اللوم على وسائل الإعلام وتقصيرها بالحديث عن مخاطر الأرجيلة وتسببها بالأمراض الخطيرة والمعدية، وضرورة اتخاذ اجراءات الحماية اللازمة.
ويبين ضرورة أن تكون هناك حملات ارشادية تقوم بتوعية الشباب، مشيرا إلى أن أعدادا كبيرة من الشباب والفتيات أصبحت الأرجيلة نمطا أساسيا في أنماط حياتهم.
في حين يؤكد مدير أحد المقاهي أن "برابيش الأرجيلة تنظف بشكل أسبوعي"، وذلك من خلال أداة مخصوصة تنظف داخل البربيش لتخرج جميع الأوساخ العالقة به، ويتم استبدال البربيش القديم للأرجيلة بشكل شهري ليوضع مكانه بربيش جديد.
إلى ذلك يؤكد أنه بعد انتهاء كل زبون من تدخين الأرجيلة يتم تغيير المياه التي داخلها، لتنتقل من بعدها إلى زبون آخر.
العامل الذي يقدم الأرجيلة في أحد مقاهي عمان يبين أنه "لا يوجد وقت محدد لتنظيف برابيش الأراجيل"، مشيرا إلى أنه يتم تجميعها بشكل شهري لتنظيفها من الداخل، خصوصا أن هناك زبائن يشتكون أحيانا من خروج بعض رواسب المعسل من البربيش.
بعض المطاعم الراقية في عمان تستخدم أنواعا معينة من البرابيش تستخدم لمرة واحدة فقط، ويتم التخلص منها بعد انتهاء الزبون من تدخين الأرجيلة.
حباشنة يلفت إلى أن الأرجيلة باتت تسبب أمراضا خطيرة ومعدية، من خلال التبغ المستخدم والمواد الملونة والنكهات المختلفة ومادة الجلاسرين المسرطنة، وبربيش الأرجيلة الناقل للأمراض المعدية، بحسب دراسات عالمية.
وعن طرق التوعية التي يتخذونها، يبين الحباشنة أن تطبيق قانون "مراقبة سلوك الأحداث" في الدخول إلى المقاهي يحد قليلا من دخول الشباب تحت سن 18 عاما، واللجوء إلى مخالفة المقهى بإغلاقه، في حال سماحه بدخول الأحداث.
ويلفت إلى أنه يتم حاليا محاربة الأماكن المختصة في خدمة توصيل الأراجيل للمنازل، لكن "العقوبات المالية بالحد الأدنى والتي يحكم بها القضاء غير رادعة لهم"، مطالبا الجهات القضائية والمختصة برفع الحد الأقصى من العقوبات لتكون رادعا لهم ولغيرهم.
ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن د. هاشم الزين يشير إلى أن سياسة المنظمة الحالية تكمن في محاربة منتجات التبغ بجميع أشكاله ومنها الأرجيلة، والتوعية من مخاطرها.
ويبين أن هناك دراسات حديثة أجريت في مصر أثبتت أن جرثومة السل تعيش داخل الأرجيلة.
ويلفت إلى أن "قانون مكافحة التدخين" الذي أقرته منظمة الصحة العالمية واضح، وقد وقع عليه مجلس النواب والأعيان في الأردن وجارٍ تفعيله، مبينا أن الدور الآن يقع على عاتق السلطات التنفيذية لتنفيذ القانون.
ويشير إلى أن بعض الدول بدأت في اجراءات منع التدخين والأراجيل في المناطق العامة بتشديد كبير من الجهات الرسمية.
مساعدة مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل د. ناديا أبو صبرة تبين أن آخر إحصائية للعام 2007 تشير إلى أن المصابين بمرض السل في الأردن وصل عددهم إلى 333، منهم 110 حالات من السل المعدي، وهناك 150 حالة من العمالة الوافدة مصابون بالمرض نفسه.
وتؤكد أن ظاهرة انتشار الأرجيلة بين الناس والهوس الشديد بها، اسباب تؤدي إلى زيادة نسب الإصابة بمرض السل بشكل كبير وتنشيط العدوى، مبينة أن "جرثومة المرض يمكن أن تعيش في بربيش الأرجيلة لشهور وسنين".
وتضيف أن الجرثومة تدخل إلى الجهاز التنفسي أو المعدة والأمعاء، مبينة أن أجواء الضباب من دخان الأراجيل في المقاهي والاكتظاظ الكبير، والرذاذ الذي يخرج من الفم، كلها "عوامل محفزة وبيئة مناسبة لتواجد جرثومة مرض السل".
أبو صبرة تبين أن تدخين الأرجيلة يعمل على "اضعاف جهاز المناعة والخلايا في الجهاز التنفسي، وتقلل من مناعة الغشاء المخاطي"، لهذا يكون هذا عاملا مساعدا في دخول الجرثومة إلى الجسم.
وتستغرب أبو صبرة من الأشخاص الذين يظنون أن "المبسم" يمنع انتقال الأمراض، مبينة أن المشكلة تكمن في الأرجيلة وجميع مكوناتها وليس في البربيش فقط.
وتجد أبو صبرة أن قلة الاهتمام بنظافة الأراجيل في المقاهي، واستخدام اشخاص عديدين للأرجيلة نفسها تساعد في تفاقم المشكلة وازدياد انتشار جرثومة السل، إلى جانب أمراض السرطان، مثل سرطان البلعوم واللسان والشفة، وأمراض عديدة أخرى.