لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مصطفى محمود .. ورحلته من الشك الى الإيمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : مصطفى محمود .. ورحلته من الشك الى الإيمان Jo10
نقاط : 200480
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

مصطفى محمود .. ورحلته من الشك الى الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: مصطفى محمود .. ورحلته من الشك الى الإيمان   مصطفى محمود .. ورحلته من الشك الى الإيمان Icon_minitimeالخميس نوفمبر 19, 2009 6:46 pm




مصطفى محمود.. ورحلته من الشك الى الايمان



غيب الموت الكاتب والفيلسوف الاسلامي مصطفى محمود عن الحياة في أوائل هذا الشهر تشرين الثاني عن عمر ناهز (88) عاما.. فهو الطبيب والعالم والمفكر والاديب والفنان والصحفي ورجل الدين بامتياز.. حيث انه في مؤلفاته الاخيرة من الكتب والتي صدرت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي كان يركز على الدين بطريقة فكرية فلسفية علمية تخصص فيها وحده تقريبا.. ففي عمان مثلا اذكر في تلك الفترة ان آلاف كتب مصطفى محمود قد لاقت اقبالا ورواجا جيدا من القراء والمثقفين في عمان وفي الاردن عموما، وذلك لما في مؤلفاته تلك من بساطة في طرح المواضيع الشائقة والصعبة والهامة والعميقة أيضا التي جعلت المهتمين هنا وفي العالم العربي وبلده مصر يقبلون عليها بكل شغف ومتعة فكرية، ومن هذه الكتب الشهيرة لمصطفى محمود نذكر: حوار مع صديقي الملحد، رحلتي من الشك الى الايمان، الطريق الى الكعبة، رأيت الله، المستحيل، الأفيون، رجل تحت الصفر، الخروج من التابوت، رائحة الدم، الزلزال، الانسان والظل، الاسكندر الاكبر، غوما أو الزعيم، الشيطان يسكن بيتنا، لغز الحياة ولغز الموت، إبليس، اينشتاين والنسبية، الماركسية والاسلام.
ولا ننسى أيضا برنامجه التلفزيوني الشهير والذي استمر يعرضه ويقدمه لسنوات طويلة حيث كان يقوم بربط العلم بالدين الاسلامي عبر مجالات في الفلك وفي الطبيعة وفي جسم الانسان.. وبالرجوع الى بدايات (مصطفى محمود) فقد كان قد درس الطب في القاهرة وتخرج في العام 1952 وعمل طبيبا حتى عام ,1966. وكان قبل تخرجه قد مارس الكتابة الادبية والصحفية. فقد صدرت اولى مجموعاته القصصية بعنوان (أكل عيش) عام ,1947. وكان في بداية حياته قد مال الى الماركسية والالحاد.. لكنه وبعد طول تأمل وتفكر ومراجعة ودراسة استمرت لعدة عقود ليتجه فيما بعد الى النقيض الكلي من افكاره السابقة ويصبح من اكثر المخلصين بالايمان بالله سبحانه وتعالى.
يقول عنه الصحفي رشاد كامل: ''انه ليس سرا انه في احدى مراحل حياة مصطفى محمود الفكرية واجهته عواصف الشك واللايقين، وهو ما دعاه بشجاعة وصدق الى القول: (ان زهوي بعقلي الذي بدأ يتفتح واعجابي بموهبة الكلام ومقارعة الحجج التي انفردت بها كان هو الحافز دائما، وكان المشجع وكان هو الدافع وليس البحث عن الحقيقة ولا كشف الصواب، لقد رفضت عبادة الله لأني استغرقت في عبادة نفسي واعجب بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي وبداية الصحوة من مهد الطفولة)''.
ثم يصل مصطفى محمود الى شاطىء اليقين ويعترف قائلا: ''واحتاج الأمر مني الى (30) سنة من الغرق والبحث في الكتب.. وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل والحوار مع النفس واعادة النظر.. ثم اعادة النظر في اعادة النظر.. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة الى الله والانسان الى لغز الحياة والى لغز الموت.. الى ما اكتب اليوم من كلمات على درب اليقين - هذا وقد جاءت تلك التجربة الجبارة وعرضها في كتابه الرائع (رحلتي من الشك الى الايمان) ومن ثم انهالت افكاره الايمانية الدينية في كتبه الاخرى والتي عرضنا أسماءها في بداية هذا المقال''.
وهذا العالم العظيم الذي قدم الروائع في الفكر والعلم والدين يعتبر عملاقا من عمالقة المفكرين العرب حيث درس الطب ودرس الادب والثقافة بداية، وقد تتلمذ على ثلاثة من كبار الادباء والمفكرين في موطنه مصر وهم: عباس محمود العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم.. وكان في بداية شبابه شغوفا بالفنون والموسيقى والادب والمسرح.. لكنه وبدون انفعال ولا اندفاع ذهب الى الضفة الاخرى من الحياة وهو الدين مع العلم حيث كان يقول: الدين ليس انفعالا عاطفيا آني اللحظة يزول بازالة المسبب له!!! لا.. بل هو تأمل برفق وتعمق.. حتى يكون الاقتناع دائما وليس مؤقتا وحتى لا يغنيك عنه أي شي آخر فيما بعد ودائما.
لذا نؤكد هنا مرة أخرى ان هذا العبقري والمفكر النادر طبيب الامراض الصدرية مصطفى محمود كان مدخله الى (ذروة الايمان) من خلال العلم - وعلى حد قوله بدءا بالطب ودروس التشريح وتكوين الجسد البشري وكيف أبدع الله معجزاته في البشر (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).
الاعمال الانسانية كان من صفات المفكر والاديب والطبيب والعالم الاسلامي مصطفى محمود انه كان انسانا بسيطا زاهدا متقشفا ورافضا للمناصب.. وكان من أهم دروسه في الحياة لنفسه هي فكرة الاستغناء فلم يكن يحب القيود والعبودية والمظاهر.. فقد كان يرى ان الكاتب والمفكر هو مصلح اجتماعي لبني قومه وللبشرية جمعاء.. لأنه رقيق جدا وطيب جدا لا يكره احدا حتى من يكرهه!!.
ومن اهم معالم القاهرة الآن هو (مسجد ومستشفى محمود الذي يحمل اسمه) فقد أعطى هذا المسجد والمستشفى كل جهده وما تبقى من حياته وحتى آخر لحظة.. فقد كان يرى انه لا بد من حث الناس والمقتدرين على عمل الخير حتى اجتذب مئات المتطوعين في جميع المجالات الذين سخروا جهدهم وعملهم ووقتهم لمرضاة الله.
وتقول الكاتبة مها عمران حول (مسجد وجمعية مصطفى محمود الخيرية في القاهرة ما يلي: ''البداية كانت عام (1976) وبمبلغ لا يتجاوز (5) آلاف جنيه حيث قرر د. مصطفى محمود هو ومجموعة من اصدقائه بناء المسجد واتم البناء بالفعل بدعم من سفارة قطر التي يجاور مبناها مبنى مسجد مصطفى محمود، وألحق بالمسجد مبنى لعيادات طبية يعمل بها أطباء من جميع التخصصات بكشف رمزي .. وحاليا يضم المسجد (6) مستشفيات متخصصة وعامة، ويقدم معاشات لـ ( 8 ) آلاف أسرة شهريا.. و(1000) وجبة ساخنة يوميا على مدار العام تصل للفقير داخل بيته، بالاضافة الى العديد من المشروعات الخيرية كمشروع (ما لا يلزمك قد يحتاجه غيرك) ومشروع (الصدقة الجارية) ومشروع (القرض الحسن) بالاضافة الى قوافل الخير التي تجوب المناطق النائية بمصر وتقدم خدمات طبية واجتماعية وثقافية ودينية مجانية، وقد زارت الواحات ومطروح وأسوان وقنا وسوهاج، وتبلغ ميزانية مسجد مصطفى محمود لاعمال الخير الآن (50) مليون جنيه مصري.
مصطفى محمود سن سنة حسنة حين اعاد للجامع دوره باعتباره مكانا ليس للعبادة فقط، انما فيه رعاية صحية وخدمات اجتماعية. ومصطفى محمود انسان عظيم، قرأ وفكر، ثم اشتهر بربط العلم بالايمان، ثم ربط الايمان بالعمل مؤكدا بصورة عملية على ان العلاقة بالدين لا يجب اغلاقها على الحلال والحرام، انما الدين اعمار ومعاملة.
انه رجل لم يعش لنفسه فقط.. ولم يترك عمره يمر هدرا.. فرحمة واسعة من الله عليك يا مصطفى محمود.. ونرجو من الله ان تنتقل عدوى العمل الخيري منك ومن غيرك الى ملايين العرب والمسلمين في كل مكان على سطح هذه الكرة الارضية ولكل الاجناس والانواع البشرية التي خلقها الله سبحانه رب العالمين.

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مصطفى محمود .. ورحلته من الشك الى الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من كتاب : رأيتُ الله للدكتور مصطفى محمود رحمه الله
» واحة الإيمان
» 100 عام على غياب ( مصطفى كامل )
» علي مصطفى مشرفة... أينشتاين العرب
» محمود درويش في سطور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: