موضوع: ما الجديد في التغذية وحصوات الكلى ؟ الثلاثاء يوليو 22, 2008 9:19 am
ما الجديد في التغذية وحصوات الكلى؟
تتيانا الكور - تعرف حصوات الكلى بأنها ترسبات في منطقة مجرى البول إذ تتواجد بأحجام مختلفة امتدادا من الكلية إلى الحالب إلى المثانة أو مجرى البول. ويمكن لهذه الحصوات أن تنتقل الى أسفل المنطقة البولية بحيث تستقر في أي مكان ويمكن أن تتسبب حركة الانتقال هذه بالشعور بمغص كلوي وألم حاد. ومن أكثر الأعراض شيوعا في حالات حصى الكلى هي الألم العميق والحاد في منطقة أسفل الظهر. ويمكن للألم أن يتسع نحو المثانة عند الإناث وفي الخصية عند الذكور مع الشعور بألم تموجي يؤدي إلى نقص في كمية البول. ويوجد هنالك العديد من أنواع الحصوات والتي تختلف باختلاف تكوينها، ولكن أغلبها تحتوي على عنصر الكالسيوم. فمن أكثرالحصوات إنتشارا هي حصوات أملاح الأوكسالات والفوسفات وحمض اليوريك. وتزداد نسبة الإصابة بتكون الحصوات في الكلى مع وجود عامل وراثي، إلى جانب انخفاض النشاط البدني والرياضة، وقلة تناول السوائل والماء متزامنة مع وجود خلل في عمليات الجسم الحيوية، خاصة تلك المتعلقة بعناصر غذائية معينة كالسيستين والأوكسالات وحمض اليوريك، وعنصر الكالسيوم إذ يؤدي زيادة إفراز الكالسيوم في البول إلى زيادة فرصة تكون الحصوات في الكلى. ويجب الإحاطة علما بأن من الدارج لدى العديد من الأفراد هو اتباع حمية عالية البروتين لتخفيف الوزن (خاصة بما يتعارف عليه بحمية أتكينز) أو تناول منتجات خاصة عالية البروتين لبناء المزيد من العضلات (خاصة لدى الشباب المعنيين بكمال الأجسام أو هؤلاء من رواد النوادي الرياضية والرياضيين)، فإن زيادة كمية البروتين يجب أن تكون مدروسة خاصة مع مراعاة أية ظروف أخرى قد تتسبب في زيادة الفرصة لتكوين الحصوات. كما أن الإفراط في تناول الكالسيوم (خاصة عند النساء اللواتي يلجأن لتناول حبوب الكالسيوم لتقوية العظام من دون الحاجة السريرية لذلك) والإسراف في تناول فيتامين جيم )C( أو حامض الأسكوربيك بشجعان بدورهما إلى تكوبن الحصوات وبالذات حصوات أملاح أوكسالات الكالسيوم. إذن، فللنظام الغذائي ونمط الحياة دور لا نستطيع جهله في حالات تكوين الحصوات والوقاية من حدوثها، خاصة عندما يتعلق الأمر بتغيير في حموضة أو قلوية البول. فمثلا، تزيد حموضة البول نتيجة تناول كميات كبيرة من البروتين في اللحوم و الدواجن و الأسماك والبقوليات بأنواعها كالفول والفاصوليا. وزيادة البروتين هذه تؤدى إلى ترسيب بعض الأملاح التي عادة ما تذوب في البول، مثل أملاح أوكسالات الكالسيوم، وأملاح حمض اليوريك. ويؤدى تجمع هذه الأملاح إلى تكوين حصوات الأوكسالات وحمض اليوريك. ويعتمد التدخل الطبي الغذائي على نوع الحصوات ومكوناتها إذ يتم في مرحلة تقييم المريض تحديد مكونات الحصى بواسطة فحوصات مخبرية معينة إلى جانب تقييم نمط الحياة والنظام الغذائي السائد والأطعمة المتناولة على مدار اليوم. ففي حقيقة الأمر، أنه لا يوجد نظام غذائي يعالج الحصوات بحد ذاتها بعد تكوينها فى الجسم (بحسب ما يعتقد البعض)، لكن المعالجة الطبية الغذائية ضرورية فى: 1) تأخير معدل زيادة حجم الحصوات كما أشارت إليه الدراسات، أو 2) منع تكوين الحصوات إذا كان الشخص معرضا للإصابة بها نتيجة عامل وراثى أو نمط حياتي وغذائي مشجع، أو 3) منع تكرار تكون الحصوات بعد علاجها . ومن الإرشادات التغذوية العامة والهامة هي: تحديد كمية الكالسيوم المتناولة خلال اليوم إلى 800 ملغم في اليوم مع مراعاة تحديد كمية فيتامين دال أيضا إذ يساعد فيتامين دال على تكون حجارة الكالسيوم. كما وينصح بتحديد كمية الأسماك الصدفية واللحوم الحمراء المتناولة نظرا لاحتوائها على أحماض والتي بدورها تساعد في تكوين الحصى الحمضية. وبنصح أيضا بتحديد نسبة ما نتناوله من خضار ورقية خضراء، الفاصوليا، التوت الأسود، الشاي، القهوة، الشوكولاتة، المشروبات الغنية بفيتامين جيم )C(، والفول السوداني لأنها تحتوي على مادة الأوكسالات المكونة للحصوات. كما ويتم التركيز على الإكثار من كمية السوائل لمنع الجفاف وتسهيل مرور الحصوات في البول. ويعنى النشاط البدني والحركة بممارسة بعض التمارين المتخصصة طبقا لتعليمات معينة وحسب الحالة الصحية الخاصة لكل مريض. كما وننصح بتمرير كل كمية بول عبر الشاش وذلك لتصفية البول وملاحظة أي حصوات صغيرة أو رمل وإبلاغ الطبيب بها. ومن الإرشادات الخاصة بتفادي تكوين حصوات أملاح الأوكسالات، ينصح بالإمتناع عن تناول الأغذية الغنية بمادة الأوكسالات كالسبانخ والسلق المطبوخ، الشمندر (أو البنجر) المسلوق والمخلل، الفول السوداني، البامية والشوكولاتة مع مراعاة تقليل تناول الأغذية المحتوية على تركيز مرتفع نسبياً من الأوكسالات (وعدم وضع أكثر من نوع منها فى الوجبة الواحدة). ومن هذه الأغذية: البقدونس، الكرفس، البطاطا الحلوة ، الكاكاو ، العنب ، الباذنجان ، البقول الخضراء أو الجافة (المطبوخة فى صلصة البندورة) ، الفلفل الأسود ، الفلفل الأخضر، و الفراولة. كما وننصح بالإعتدال فى تناول الشاي لإحتوائه على تركيز مرتفع من الأوكسالات، وتناول الأغذية التي تزيد من قلوية البول، مثل منتجات الألبان، الخضروات و الفواكة. وتناول كميات مدروسة ومعتدلة من الكالسيوم ومصادره لأن تقليل تناول الكالسيوم يؤدي إلى زيادة إمتصاص الأوكسالات. ومن الإرشادات الخاصة بتفادي تكوين حصوات الفوسفات، فإننا ننصح بتقليل تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مع مراعاة تقليل تناول الأغذية الغنية بالفوسفات مثل : الكبدة و البقوليات و اللحوم و التونا و البيض و المكسرات و البذور كالسمسم ومنتجات البذور كالطحينة و الحلاوة. كما وينصح بتناول الاطعمة التي تزيد من حموضة البول لمنع ترسيب أملاح الكالسيوم و الفوسفات. ومن هذه الأطعمة: منتجات حبوب القمح الكاملة، البيض ، جميع أنواع الأجبان، الذرة ، العدس، والتوت مع مراعاة تناول الخضروات و الفواكه بكمية معتدلة لأنها تنتج مواد قلوية مما يساعد على ترسيب أملاح الفوسفات. أما حصوات حمض اليوريك، فإننا ننصح بالتقليل من تناول الأغذية الغنية بمادة البيورين مثل : الكبدة و النخاعات و الكلاوي و الطحالات و السردين و اللحوم المفرومة الجاهزة و اللحوم و الدواجن و الأسماك و القشريات و البقول الجافة و السبانخ مع الإهتمام بتناول الاغذية التي تزيد من قلوية البول. ومن الإجراءات الوقائية التي ننصح بها هي: مراجعة الطبيب عند الشعور بأي إرتفاع مفاجيء في الألم، فقد يكون هذا الإرتفاع في الألم ناتجا عن إنسداد في الحالب. كما أن هنالك بعض التدابير التي يمكن العمل بها لمنع تكرار تكون هذه الحصوات، ومنها إعتماد النظام الغذائي المناسب واحتياجات الجسم مع مراعاة أخذ الحيطة والحذر من تناول أية مكملات غذائية أو الإفراط من تناول بعض الأغذية، تناول كميات من السوائل ليلا لمنع تركيز البول أثناء النوم، و تجنب النشاطات المجهدة والتي قد تسبب تعرقا مفرطا وجفافا.