موضوع: ما الجديد عن فيتامين (k) ؟ الثلاثاء يناير 20, 2009 2:41 pm
ما الجديد عن فيتامين (K)؟
تتيانا الكور - يعتبر فيتامين كي (K) من الفيتامينات الذائبة في الدهون وهو ضروري لبناء البروتينات اللازمة لمساعدة الدم على التجلط عند النزيف. كما ويساعد الجسم على بناء البروتينات اللازمة لصحة الدم، والعظام، والكلى. والجدير بالذكر إلى أنه يتم تصنيع جزء من فيتامين كي عن طريق الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي لجسم الإنسان، ولكن الكميات المنتجة ليست كافية لتلبية احتياجات الجسم، فنعتمد بالتالي على المصادر الغذائية لفيتامين كي، والتي على رأسها الخضار الورقية الخضراء، مثل السبانخ والبروكولي والملفوف، والزهرة أو القرنبيط، والبامية، وبعض الفواكه كالفراوله والكيوي والعنب الأسود، وبنسبة أقل في كل من البيض، والحليب، ورقائق الشوفان، وبعض المكسرات. ويشكل نقص فيتامين كي خطرا كبيرا على صحتنا، فبدون وجود فيتامين كي، لا نستطيع تصنيع البروتينات اللازمة لتجلط الدم، فيأخذ بالتالي الدم الوقت الطوبل ليتجلط، فيتسبب بالتالي النقص في حدوث نزيف قد يكون كبيرا ومميتا في حالات الإصابات والحوادث مثلا. وتعتير إحدى العوامل الأساسية لنقص فيتامين كي هو عدم التوازن الغذائي وقلة تناول الخضار الورقية الخضراء، ففي دراسة حديثة نشرت في مجلة التغذية السريرية، فقد كان لتناول كوب من الخضار الورقية الخضراء يوميا الأثر الإيجابي في تقليل نسبة الإصابة بكسور الحوض لدى النساء من عمر 25 عاما فما فوق بمعدل 50% نظرا لتناولهن مصادر غنية وكافية من فيتامين كي. كما أن تناول المضادات الحيوية بشكل دائم ومزمن قد يشكل خطرا لحدوث النقص لأنها تتسبب في قتل العديد من الميكروبات في جهازنا الهضمي والتي عادة ما تتواجد ونحتاجها لتصنيع فيتامين كي. كذلك تشكل حالات الإسهال المزمنة واضطرابات المرارة فرصة أكبر لحدوث النقص. وتشكل أمراض الكبد أيضا الفرصة الأكبر لحدوث النقص لأنه يتم تخزين فيتامين كي في الكبد. أما تناول جرعات كبيرة من فيتامين إي (E)، فيسبب الخطر الأكبر في مجتمعنا لأن فيتامين إي يتعارض مع فيتامين كي ويثبط بالتالي من مفعوله، فهنالك إتجاه دارج لدى الرجال لتناول جرعات كبيرة من فيتامين إي، بعض منها قد تكون عالية وقد تتسبب في نقص فيتامين كي، خاصة عند تناول مصادر غنية بفيتامين إي الموجود قي زيت الزيتون والمكسرات. كما أن لبعض المكملات الغذائية دورا في تثبيط مفعول فيتامين كي، من أهمها حبوب الثوم، وحبوب الجنغو بيلوبا. وتعتبر العلامات الإكلينيكية لنقص فيتامين كي نادرة جدا، ويتمثل النقص عادة في إرتفاع معدل البروثرومبين لفترات طويلة من الوقت مما يزيد من خطر النزيف، وترقق العظام. وتقدر احتياجات الجسم من فيتامين كي بحسب المرحلة العمرية ونوع الجنس، فيحتاج المراهقون والمراهقات إلى نحو 75 ميكروغرام يوميا، بينما يحتاج البالغين من الرجال إلى نحو 120 ميكروغرام، والبالغات من النساء إلى 90 ميكروغرام. أما الأطفال الرضع، فغالبا ما يتم حقنهم بفيتامين كي عند الولادة لمنع حدوث النقص. ويجب التنويه إلى توخي الحذر عند تناول أدوية لمنع تجلط الدم لأن فيتامين كي يؤثر على عمل مثل هذه الأدوية، فالكميات الكبيرة من فيتامين كي قد تتسبب في زيادة فرصة النزيف وعدم تجلط الدم بشكل أسرع. وقد أشارت الأبحاث الحديثة إلى دور فيتامين كي في صحة العظام إذ تسببت الكميات القليلة من فيتامين كي في الدم إلى زيادة نسبة قلة كثافة العظام. وبرغم ذلك فإن الإجماع العلمي المبني على الدراسات في الأعوام الأخيرة لا ينصح بالاعتماد على تناول المكملات الغذائية من فيتامين كي بل يدعو إلى مراعاة التوازن والتكامل الغذائي بشكل يومي، وحسب الحالات الفردية، فقد نستدعي تدخلا طبيا تغذويا معينا من أجل موازنة الغذاء المتناول، والأدوية المتناولة مع وصف لبعض المكملات الغذائية إذا لزم الأمر وحسب الفحوصات المخبرية والتاريخ المرضي للفرد.