موضوع: مخاطر التمييز بين الأبناء الإثنين يوليو 21, 2008 4:03 pm
مخاطر التمييز بين الابناء
محمود طافش- يسعد الأهل برؤية أبنائهم حولهم، لذلك فانهم ينفقون المال على تنشئتهم وتربيتهم على أمل ان يصنعوا منهم رجالا نافعين لأنفسهم ولأمتهم، غير ان الآباء أحيانا يرتكبون أخطاء كبيرة أثناء تربيتهم لأبنائهم وهم يظنون أنهم يحسنون بذلك صنعا، ومن الاخطاء المدمرة التي يرتكبها الآباء: التدليل الزائد، والقسوة الزائدة، ولعل التمييز بين الابناء هو أكثرها خطورة وبشاعة، لأنه يولد الحسد والأحقاد بين الاخوة في الأسرة الواحدة. فما المقصود بالتمييز بين الأبناء وما هي أنوعه؟ وما الأخطار التي تترتب عليها. يقصد بالتمييز بين الأبناء عدم العدل في المعاملة، فيحصل أحد الأبناء على مكاسب على حساب أخوته الآخرين، وهو أنواع منها: - التمييز المادي: ويكون باعطاء أحد الابناء مالا دون الآخرين، وقد يكون في المأكل والملبس وغير ذلك من متع الحياة، وهذا التمييز يؤثر سلبا على علاقة الأب بأبنائه، وكم قرأنا عن ولد قتل أباه لأنه أعطى أخاه وحرمه. - التمييز العاطفي: فالأصل ان يحب الأب أبناءه بالتساوي غير ان قلب الأب قد يميل أحيانا الى واحد من أبنائه أكثر من الآخرين، وهذا التمييز قد يكون مبررا اذا كان الابن المميز صغيرا أو مريضا أو مسافرا، ولكن التمييز العاطفي سيكون له آثار سلبية ان لم يكن مبررا. - التمييز في التأديب: اذ قد يجد الأب نفسه مضطرا لتقويم سلوك ولده المخطئ، فيلجأ الى نصحه وتوجيهه بالحسنى، وهذا إجراء تربوي مقبول يجدر بالأب تعميمه على جميع أبنائه، لكن أحيانا يقوم الأب بضرب ولده الآخر، وهذا العقاب يكون أكثر قسوة على نفس الصغير لأن أباه لم يعدل بالمعاملة، فضربه في حين تكلم مع أخيه بالحسنى، وهذا التمييز قد يلحق أذى بنفس الابن الذي تعرض للضرب. وقد يكون التمييز ناجما عن اختلاف شخصيات الأبناء فأحدهما قد يتعامل مع أبيه بذكاء ورقة يكون نصيبه النصح والتوجيه، في حين قد يرد الآخر على أبيه بجفاء وغلظة يكون نصيبه الضرب، وقد يكون الأب معذورا في كلتا الحالتين، ولكن الشيء المؤكد هو أن التمييز بين الابناء له آثار وخيمة حيث أنه: أ - يولد الحسد والحقد بين الأخوة. ب - قد يترتب عليه أمراض نفسية، تكون سببا في تعاسة الابن وعدم قدرته على إشباع حاجاته بسبب اعتلال يحصل في صحته. ج - ان الشاب الذي عانى من التمييز في المعاملة، قد يعامل أبناء بنفس الأسلوب في المستقبل. لهذه الاسباب وغيرها فان علماء النفس ينصحون الوالدين بضرورة العدل في معاملة الأبناء، وبأهمية الاطلاع على أسس التربية السليمة لكي يتمكنوا من فهم احتياجات أبنائهم وردود أفعالهم في المواقف كلها، فلا يقعون في فعل محذور.
الإثنين يوليو 21, 2008 4:03 pm