البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الحوار بين الأبناء لحل شجاراتهم الأحد مارس 14, 2010 8:20 pm | |
|
الحوار بين الأبناء لحل شجاراتهم
بسمة عُزبي فريحات الشجار بين الأخوة ظاهرة لا يمكن تلافي حدوثها، وبالرغم من كل ما فيها من سيئات إلا إنه يمكن الاستفادة من بعض ما فيها للوصول إلى إيجابيات في شخصية الابن الطفل إذ تمنحه الخلافات غير المؤذية مع إخوته فرصة تعلم الدفاع عن النفس وفرصة الرد على الهجمة الكلامية أو الجسدية، ويتعلم الطفل من شجاراته الصغيرة مع إخوته أن يتخذ الاحتياطات لمن يتربص به الدوائر وأن لا يبدو منه التصرف المشين الذي يراه الاخرون نقطة ضعف وعيب. والشجار بين الأخوة يحفز الطفل لأن يفكر في بدائل عن القتال والمهاترات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، والتي يكون فيها الكل خاسرين، هذا التفكير الإيجابي في البدائل قد يصنع من الطفل مفاوضا جيدا مما سينعكس عليه في المستقبل في مهنته ومع المجتمع ومع أبنائه في المستقبل. الشجار بين الأخوة ظاهرة لا يكاد يخلو منها بيت لأسباب متعددة مثل اختلاف وجهات النظر أو حاجة الأطفال لتلبية حاجاتهم الأساسية أو للتغلب على الملل، والتعب، والجوع، وفي بعض الأحيان للحصول على اهتمام وحب الوالدين وأحيانا تكون لفرض سيطرتهم أو ممارسة السلطة على الآخرين. وللتغلب على هذه الظاهرة المزعجة للوالدين لا بد من فهم الدوافع الحقيقية للشجار بين الأخوة و إدراك جميع جوانبه ومعرفة جذوره، مع العلم أن الشجار يزداد في حال انشغال الأهل بالأعمال المنزلية أو الذهاب للتسوق وتركهم بمفردهم. لكي يتمكن الوالدان من التقليل من مشاجرات الإخوة يجب عليهم أن يحرصوا على تلبية حاجاتهم الأساسية مثل إعطائهم وجبة صحية خفيفة ودمجهم بنشاطات ممتعة ومفيدة مثل ممارسة الرياضة أو الرسم أو قراءة قصة، أو المشاركة بلعبة، أو مجرد إشراكهم في الأنشطة الروتينية اليومية. هذه كلها وسائل جيدة لإعطاء اهتمام إيجابي، والأهم من ذلك يجب أن لا يركز الوالدان على المشاجرات البسيطة التي لا تلحق الضرر بالآخرين وان يحرصا على قضاء بعض الوقت مع الأبناء والتحدث إليهم وإعطائهم فرصة للتعبير عن مشاعرهم بصراحة وعدم كبت مشاعرهم الغاضبة والتقليل من شأنها بدلا من الصراخ أو إلقاء المحاضرات و خلق مواقف للتعاون بين الأبناء وإعطاء جوائز لمن يحسن التصرف وشرح ذلك للجميع مما سيقلل نسبة المشاحنات التي تحدث بينهم ويقلل السلوك العدواني والتذمر عندهم. ويجب تجنب عقد المقارنات بين الأبناء التي قد تسبب اضطراباً في نفسيتهم وتوترا في علاقاتهم فيظهرونها في الشجاروعدم تشجيعهم على مقارنة أنفسهم بالآخرين وتعويدهم على تقبل مدح الآخرين لكي لا تتولد مشاعر عدائية عندهم، وهذا يكون بالتدريب المتواصل على التعامل مع هذه الأمور داخل نطاق الأسرة ومناقشتهم فيها وحثهم على التعاون و إتاحة الفرصة لحل مشاكلهم بأنفسهم و عدم التدخل إلا في الحالات الحرجة عندما تتطور المشكلة بين الأخوة للعنف الجسدي كالضرب أو العنف اللفظي كالملاسنة والمشادات الكلامية المستفزة غير اللائقة، وذلك عن طريق النقاش والوصول إلى حلول وليس إلى مشكلات مثل الضرب، فالضرب هو حل مشكلة بمشكلة. ويجب تدريب الأبناء على التفاوض وإيجاد حلول ترضيهم مع الحرص على عدم اتخاذ جانب أي طرف وعدم محاولة تنمية روح المنافسة اللاهثة لديهم والحرص على المساواة في معاملتهم والامتناع عن تمييز أحد الأبناء دون الآخرين كتفضيل أحدهم دون إخوته بأي شكل ، سواء كان ذلك بقضاء وقت جميل معه أو المدح أو العطاء أو أخذ رأيه أو احتضانه . ومن الوسائل التي قد تساعد الأهل على تخفيف حدة الشجار بين الإخوة، حرص الأبوين على أن تسود العلاقات بينهما بالود والاحترام مما يساعد في رسم العلاقة التعاونية القائمة على الود والاحترام بين الأبناء لأن الصراع بين الأبناء في أحيان كثيرة يحاكي الصراع الناشب بين الأبوين ثم حرصهما على الاعتراف بالخطأ حينما يتعاملان معا أمام الأبناء أو حينما يتعاملان مع الأبناء أنفسهم، فذلك ييسر للأبناء الاعتراف بالخطأ ويدفعهم لعدم التمادي في الباطل ويبعدهم عن العناد حيث أن المكابرة والعناد من أهم الأسباب المؤدية إلى التناحر والتشاجر. الشجار بين الأبناء و الصراع الذي ينشب بينهم ليس كلّه شرا، وإنما هو أمر طبيعي، إذ من خلاله يتعلم الأبناء الدفاع عن أنفسهم والتعبير عن مشاعرهم وهو جزء من عملية تطورهم ونموهم وتحولهم إلى بالغين ومستقلين يتعلمون احترام مشاعر الآخرين، لذلك لا داعي للقلق في كثير من الأحيان ما دامت المشاجرات بسيطة لا تؤذي أو تسبب الضرر وكل ما علينا في حالة هذا النوع من الشجار التزام الهدوء وعدم التوتر .
ماجستير في التربية
| |
|