لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسقاط في حياتنا النفسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : الإسقاط في حياتنا النفسية Jo10
نقاط : 200490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الإسقاط في حياتنا النفسية Empty
مُساهمةموضوع: الإسقاط في حياتنا النفسية   الإسقاط في حياتنا النفسية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 07, 2008 11:31 am



الإسقاط في حياتنا النفسية



ياسين الجيلاني - منذ بدء الخليقة والإسقاط أو ''القذف'' يسير معنا جنباً إلى جنب في ركب الحياة.. وأن الإسقاط أو القذف هو أحد الدفاعات العقلية الحصينة التي تدفع بالإنسان، لتبرئة أفعاله أو الدفاع عنها، حتى أن إغواء المرأة على الدوام كان عذراً للرجل في كل العصور، فقديماً أنحى آدم عليه السلام باللوم على حواء، فأنحت حواء باللوم على الشيطان، فأخرجهما العليم بذات الصدور من الجنة، وقد صدق من قال: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
إن الإسقاط في حياتنا النفسية، حيلة خداعية لاشعورية، ينسب الشخص عيوبه وأخطاءه ومناقصه ورغباته وأهواءه وعواطفه وميوله المستكرهة المكبوتة، التي لا يعترف بها، إلى غيره من الناس أو الأشياء أو الأقدار أو سوء الطالع. وهذا كله يأتي تخفيفاً مما يشعر به الإنسان من القلق أو التوتر أو الخجل أو النقص أو الذنب، فمثلاً، الشخص الكاذب أو الحقود أو الأناني، ينسب الكذب والحقد أو الأنانية إلى غيره، أو يتهم غيره بالثرثرة أو الغرور، في حين أنه هو المصاب بهاتين الخصلتين.
أما الزوج الذي يميل إلى خيانة زوجته، فقد يسقط هذا الميل عليها فيأخذ يتشكك في أخلاقها، ويأخذ يفسر حركاتها وتنقلاتها تفسيرات غير صحيحة. مما يؤدي إلى نشوء الشقاق والخلاف بين الزوجين. وقد يحدث أيضاً؛ أن يسقط الآباء عيوبهم وأخطاءهم في التربية والتنشئة على أبنائهم، فيسرفون في عقابهم ويقسون عليهم. وفي حالات خاصة، نرى القاضي الذي تعتلج في أعماق نفسه ميول إجرامية، يميل إلى الغلظة والصرامة في إصدار أحكامه.
إن الإسقاط وسيلة دفاعية تقي صاحبها من ألم الاعتراف بعيوبه وأخطائه ودوافعه غير المقبولة، فكثيراً ما نشاهد بعض الطلبة حين يفشلون في الامتحان، فينسب رسوبهم إلى صعوبة الأسئلة أو حرارة الطقس أو برودته داخل قاعات الامتحان. أما الموظف الذي يتأخر عن دوامه فيعزى تأخره إلى صعوبة المواصلات أو ازدحام الشوارع، حتى الفشل والخسارة في سوق الأوراق المالية أو المشروعات الاقتصادية، فيرد إلى الحظ وعدم التوفيق في اختيار الوقت المناسب للبيع والشراء.
الإسقاط في حياتنا، قد يؤدي غرضاً مزدوجاً، فمن ناحية، يرمي إلى تخفيف حدة التوتر النفسي المؤلم، أو يبرر عجز الشخص عن التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه ورغباته. والإسقاط يدفع بنا إلى نقد الناس وإتهامهم، والمبادرة إلى لومهم، قبل أن يلومونا، وربما كان الأخطر في عملية الإسقاط، أن نرى الوزير في وزارته، والمدير العام في مؤسسته، والرئيس في مصنعه، والمدير في مدرسته، يحاسب غيره حساباً عسيراً، إن بدت لديهم عيوب ونقائص شبيهة بعيوبه ونقائصه، فالوزير الفاشل في وزارته، كثيراً ما يتهم الأمين العام، أو المدراء العامين بالإهمال وعدم الكفاية والحكمة في تصريف شؤون الوزارة.
إذاً هكذا هو الإنسان بطبيعته، يميل إلى رؤية العالم على صورته ومثاله، فهو بالتالي بحاجة إلى جهد شاق حتى يستطيع أن يرى العالم على ما هو عليه، وليس العلم في صميمه سوى ذلك الجهد الشاق الذي يبذله الإنسان في سبيل ''استبعاد ذاته'' والتخلص من شتى ضروب ''الإسقاط الذاتي'' ومن علاقات إنسانية لا تكون وفقاً لأهوائه وعواطفه وميوله.
من أجل هذا كله نقول: إن الشخصية الإنسانية تعاني حصراً تحت ضغط آلية العصر المعقدة ومن إسقاطاته، وفي هذه الحالة، علينا أن لا نكون عبيد نفوسنا وشهواتنا التي نجهل حقيقتها الحية الخاصة بها، أو أن يطمسها المحيط الاجتماعي بصفته العامة الجامدة التي لا خصوصية فيها ولا تمييز. وهذه مأساتنا كلنا بلا استثناء، على تفاوت من الغفلة أو الاستكانة أو الانطلاق، أو الإسقاط أو القذف بلا سببٍ أو موجبات.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإسقاط في حياتنا النفسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكسل في حياتنا ..!
» حياتنا العصرية .. إلى أين تقودنا ؟
» الإسقاط المتكرر ومشكلة المناعة
» متى محاولة الحمل ثانية بعد الإسقاط ؟
» أشكال الإضطرابات الجسمية النفسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات العلمية والثقافة :: المنتدى الثقافي-
انتقل الى: