البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - فخيبة من يخيب على الغنى ! السبت أكتوبر 25, 2008 8:39 am | |
| شيء من اللغــة - فخيبة من يخيب على الغنى!
د. كامل جميل ولويل - رأى البلاغيون ان اهم لفظة في البلاغة ان تأتي الالفاظ مساوية للمعاني، وان النقاط البلاغية يجب ان تكون قليلة ومحدودة ما امكن، واذا كثرت النقاط البلاغية وتنوعت يعتبر ذلك اضعافاً للنص، فالنقاط الزخرفية من جناس او ترادف او تورية يجب ان تكون قليلة جداً، وضربوا امثالاً كثيرة لهذه المساواة، فوجدوا ان الفصحاء العرب كان يهمهم المساواة، واول ما بدأوا من الامثلة آيات من القرآن الكريم، قال سبحانه: ''ن* والقلم وما يسطرون* ما انت بنعمة ربك بمجنون* وانك لعلى خلق عظيم'' كل كلمة لها معناها، والكلام مساو للمعاني المطلوبة، وقال في سورة طه ''طه* ما انزلنا عليك القرآن لتشقى* الا تذكرة لمن يخشى* تنزيلاً ممن خلق الأرض والسماوات العُلى''. وما كان الشعراء يتجاوزون ذلك الا لأغراض محدودة، وكان زهير بن ابي سلمى متمسكاً بهذا النهج، فتجد لديه البيت مساوياً للمعنى المطلوب، لقد ساوى بين اللفظ والمعنى قال:. ومهما تكن عند امرىء من خليقة وان خالها تخفى على الناس. واما عكس هذه المساواة فهو التلميح او كما سماها بعضهم الاشارة، وهي كلمات قليلة ولكن معانيها كثيرة، وهي ما نسميها اللمحة الدالة، وقد ورد في كلام العرب منها امثلة عديدة، قالوا خير الكلام ما قل ودل، وقالوا: ان قوله تعالى: ''وقلنا يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي فغيض الماء وقضي الامر'' قيل ان هذا من الاشارة لأنه تلخيص لكلام كثير ومعان كثيرة، وقالوا: ان جواب الاعرابي للأعرابية التي وافقت على الأمر بعد فوات الفرصة: في الصيف ضيعت اللبن، ومثل ذلك الاعرابي الذي نصح قومه فلم يطيعوه فقال لهم: لا يطاع لقصير امر، كل هذه الامثلة اشارات وتلميحات. كما ان عكسها الاطالة او ما سمي الاطناب، وقد اشتهر في العصر الحاضر بالاطناب عميد الأدب العربي، قال في مقدمة كتاب (احياء النحو) لابراهيم مصطفى وهو يثني على الكتاب، وهو لا يتحدث اليك بهذا كله حديث المدعي بغير دليل او المتكبر بغير طائل ولكنه امين دقيق، لا يقول الا عن علم ولا يرى الا عن بصيرة، دليله معه دائماً، ودليله ملزم دائماً، لأنه يحاول ان يقنعك الا بعد ان يفرغ في اقناع نفسه وليسن اقناع نفسه يسيراً. ونحن نسمي التفصيل في الحديث احياناً مملاً، ولكنه لا يكون بهذه الصورة دائماً، فقول أبي العلاء المعري: ''الناس للناس من بدو، وحاضرة بعض لبعض، وان لم يشعروا خدم'' اطناب ولكنه جميل، واجاب موسى عليه السلام عن العصا اطناب، ولكنه جميل غير ممل، قال سبحانه: ''ما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي اتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب اخرى'' ضع كل شيء في محله فانه يكون حسناً..
منقول
| |
|