مستجدات الصوم - حكم الحقن الشرجية أو ا في حكمها !

البلد : نقاط : 198320 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

حكم الحقن الشرجية او ما في حكمها!

مستجدات الصوم

الحلقة الخامسة

قد يضطر المريض ان يتناول انواعاً من الدواء خلال ما يسمى بالتحميلة، وقد يضطر ان يعطى ما يسمى بالحقنة الشرجية (ادخال الماء في الشرج) في حالات كون الامعاء فيها فضلات او معه امساك شديد تسبب مغصاً والماً فيعطى الحقنة الشرجية لتطهيرها من الفساد، كما ان الامعاء قد تتعرض لحالة من الانقباض، والجفاف فيدخل اليها السائل من خلال الحقنة الشرجية لتليينها، وقد تعطى هذه الحقنة بقصد التغذية والتقوية، كما لو كان في المعدة مرض يمنع من قبولها للطعام والشراب، ثم ان هناك حالات اخرى دون ذلك وهو ان يضطر الانسان ان يستخدم الماء من خلال الشرج للتنظيف من الفضلات او ان يضطر لاستخدام نحو الاصبع للتطهير واخراج باقي الفضلات.
اذا تتبعنا آراء الفقهاء الاقدمين فقد ذهب اكثرهم اى ان كل ذلك مما يفطر الصائم، وعليه القضاء فقط دون الكفارة وحتى ولو كان مضطراً او غير مضطر محتجين بحديث: الفطر مما دخل وبأن كل ما وصل الى الجوف بفعل الصائم من حقنة وغيرها، يفطر وان كل ما وصل الى الدماغ (باعتباره جوفاً) في نظرهم، يفطر ولانه نُهي الصائم عن المبالغة في المضمضة والاستنشاق.
لكن ذهب ابن حزم وبعض اهل العلم المعاصرين ويؤيدهم التوصيف الطبي للحقنة والتحميلة ونحوها انه لا يفطر الصائم بشيء من ذلك. لأن التحميلة تتحلل وتمتص من خلال القولون وكذا الماء لا يدخل الى الجوف الداخلي ولا يتجاوز 10-20سم فأين الوصول الى الجوف فضلاً عن المعدة.
فهو ليس مما يصل الى المعدة وحقيقة الصوم هو عدم دخول طعام او شراب او ما في حكمهما من منفذ مفتوح الى الجوف أي الى المعدة، لكن الشيخ محمد رشيد رضا واغلب العلماء فرقوا بين الحقنة والتحميلة التي تكون دواء وما اذا كانت للتغذية والتقوية، فاذا كان دوائية علاجية فهي لا تفطر واذا كانت غذائية فانها تفطر لكن مع تقديرنا رشيد رضا فلا نعلم طبياً ان هناك حقناً او تحميلة مغذية.
التحميلة او الحقنة الشرجية او ادخال ماء لازالة آثار الفضلات او ادخال اصبع لهذه الاغراض كل ذلك مما لا يفطر. والله اعلم.
علماً ان كل ما وصل الى الامعاء الغليظة فهو فضلات، ووظيفتها الوحيدة تكوين الفضلات والحفاظ عليها حتى تخرج من الجسم وامتصاص الماء منها وعليه فعند نقطة التقاء الغليظة بالدقيقة يوجد عاصرة او صمام لمنع رجوع أي شيء من الغليظة الى الدقيقة فاذن يستحيل ان يصل شيء مما يعطي بالشرج الى الجوف، وخاصة المعدة والامعاء الدقيقة، فاذا تقرر ذلك طبياً عرفنا ان كل ذلك لا يفطر.

منقول