موضوع: قصة الصوم (1) الإثنين سبتمبر 01, 2008 11:33 am
قصــــة الصــــوم (1)
د. محمد سعيد حوى - تحدثنا آيات القرآن ان الصوم كتب على الأمم السابقة وان حديث القرآن هذا يتضمن حث هذه الأمة ان تقوم بهذه الفريضة على اكمل وجه كيف وقد قام بها من سبق اذ فرضت عليهم فكيف لا تكون هذه الأمة متحققة بذلك، بل وسابقة لغيرها. وانها دعوة قرآنية ضمنياً ان نتعرف الى موقف الامم السابقة من هذه الفريضة مع التأكيد هنا ان الشريعة الوحيدة التي حفظت كما انزلها سبحانه وتعالى هي شريعة الاسلام.. كما ان الكتاب الوحيد الذي حفظ كما انزل هو القرآن العظيم. لذا ونحن نحاول ان نبحث عن قصة الصوم عند الامم السابقة ليس لنا مصادر حيادية موثقة تماماً ومن ثم نحن مضطرون ان نأخذ بالخطوط العريضة التي يقدمها اصحاب واتباع تلك الشرائع، مستندين الى الاصل العام الذي قرره القرآن ان الصوم كتب على من سبق.. اذن قصة الصوم مع الانسانية قصة قديمة قدم هذا الانسان على الارض.
الصوم عند الهنود
يحدثنا رئيس قسم الفلسفة في جامعة مدارس الهند T.M.P.Mahadevan عن مكانة الصوم في المجتمع الهندي عند اتباع الديانة البرهمية فيقول:. ومن الأعياد والايام المحتفل بها في السنة ما خصصت للصوم الذي تقصد به تزكية النفس، ان كل طائفة من الطوائف الهندية تخصص لنفسها اياماً تقضيها في الدعاء والعبادة، ويصومها الليل كله، ويبيتون يتلون الكتب المقدسة، ويراقبون الله. ومن الأيام ما يصومها النساء فقط وتسمى هذه الايام لأهميتها الخاصة بالعهد، وقد خصصت لتزكية الروح، وغايتها تغذية الروح بالغذاء الروحاني. ولا يزال البراهمة يصومون في اليوم الحادي عشر من كل شهر هندي حتى يبلغ عدد الأيام التي تصام عند البراهمة 24 يوماً. اما الديانة الجينية في الهند فتشدد في شرائط الصوم فأتباعها يواصلون اربعين يوماً صوماً.
الصوم عند المصريين
ويظهر الصوم عند المصريين القدماء بجوار اعيادهم الدينية. وكان صوم اليوم الثالث من شهر (تهسمو فيريا) اليوناني خاصاً بالنساء عند اليونان.
المجــــوس
ولا تخلو الصحف المجوسية عن الأمر بالصوم والحث عليه ولو لطبقة خاصة وتدل كلمة وردت في بعض كتبهم المقدسة ان صوم خمسة اعوام كان فريضة على الرؤساء الدينيين.
الصوم عند اليهود
غالباً ما يعتبر الصوم عند اليهود، رمزاً للحداد والحزن عندهم في العهد البابلي وغالباً ما يلجأون اليه اذا هددهم خطر او حلت بالبلاد نكبة او نزل خطب كبير او بلاء او جدب. وكذا عندما يعد احد الاحبار نفسه لالهام او نبوة او يعزم الملوك على مشروع جديد.؟ وهناك ايام تصومها بعض الطبقات دون بعض في ذكرى وقائع ومحن وفي ذكرى مآتم وافراح في حياتهم الشخصية وصوم اول يوم من ايام السنة شائع في كثير من الطبقات. والصوم عند يهود يبدأ من ظهور اول نجوم الليل الا صوم الكفارة وصوم التاسع من آب فيستمر من المساء الى المساء. والايام التسعة الاولى من شهر آب وبعض ايام بين اليوم السابع عشر من شهر تموز وبين اليوم العاشر من آب تعتبر ايام صوم جزئي فيحرم فيها تناول اللحوم وتعاطي الخمور علاوة على يوم الكفارة يوم الصوم المقرر الوحيد في الديانة اليهودية بالاضافة لايام هي ذكرى ايام مؤلمة. ان الناظر في ما ينسب لهم يرى ان هذه الايام معظمها قد زيد في ما بعد موسى عليه الصلاة والسلام وفي ايام الاسر البابلي وكون بعض الايام لا تكون عامة بل خاصة وبعضها صوم جزئي ويختلف وقت البدء من بعضها الى بعض. وعندنا في السنة ما يفيد وجود الصوم عند يهود عندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجد يهود يصومون يوم العاشر من محرم لأنه يوم نجى الله في موسى وقومه، فقال نحن احق بموسى منهم، وسنعود لهذه القضية. وتشير الروايات التاريخية ان شهر رمضان ايضاً كان مفروضاً صيامه على اليهود لكنهم بدلوا وحرفوا وجعلوا مكانه فقط يوم عاشوراء يوم نجى الله فيه موسى وكذا كان صوم رمضان مفروضاً على النصارى لكنه لما جاء في ايام شديدة الحر تركوه وجعلوا مكانه اياماً محددة بين الشتاء والصيف (الربيع) وقالوا: نريده عشرة ايام تكفيراً عما فعلتم وسنرى قصة الصوم عند النصارى..