موضوع: رسالة من طفل متوحد الجمعة أغسطس 22, 2008 10:38 am
رسالة من طفل متوحد
الكاتبة إلين نوتبون- ترجمة رزان المجالي
هذه رسالة يوجهها طفل مصاب بالتوحد إلى كل المحيطين به ، محاولة لاستيعاب مشكلته وفهمها. - والدي، أخواني ، والمحيطون بي: قبل كل شيء تذكروا أنني طفل انسان ، قبل أن أكون متوحداً، فتوحدي ليس إلا صفة واحدة من صفات شخصيتي ، وهو لا يغلب على صفاتي الإنسانية الأخرى. أنت إنسان بالغ فلا يمكن أن تقارن شخصيتك بما أمتلكه أنا من شخصية، فأنا ما زلت طفلاً في طور النمو ، فلا أحد يقدر على تمييز ما أملكه من مواهب وقدرات. - اعلموا أن ادراكي الحسي غير منظم ، وهذا يعد من الأمور التي يصعب ضبطها، فأنا لا أملك القدرة الكافية على التوازن عند استخدام حواسي الخمسة، وإذا ما اضطرت فهذا يعد أمراً متعباً وشاقاً بالنسبة لي، بينما هو أمرا مألوفا وعاديا بالنسبة لك. فمشاهدة الأشياء وسماعها وشم ما يحيطني من روائح بالإضافة لتذوق الطعام يكون أمرا في غاية الصعوبة. فعلى سبيل المثال ، الخروج من أجل التسوق مع عائلتي يعد عذابا حقيقيا لي نظرا لما يتوجب على خلال هذه الفترة من استخدام كبير لحواسي. لذا فأنا أبدو منطوياً أو عدوانياً في بعض الأحيان لكي أحمي نفسي من مشقة البيئة المحيطة بي، لذا لا تلوموني ولا تعنفوني على ذلك... وهذا لا يعني أبدأ أن حواسي ضعيفة ، بل على العكس ، فهي حساسة وفعالة بشكل جيد ولكن دماغي غير قادر على التوازن بين كل هذه المعطيات التي تحيطني. - حاول أن تستخدم لغة بسيطة عند التحدث معي، فالمصطلحات الغريبة غير المألوفة أو استخدام الألغاز في الحديث، أو استخدام كلمات تحوي عدة معان أو معان أدبية ومعاني السخرية يصعب لي أن أفهمها بشكل جيد، وهذا السبب يجعلني لا أستطيع القيام بعدة أمور تطلبونها مني وتفسر أنني لا أرغب بعملها. - كن صبوراً إذا كانت كلماتي قليلة، ولم أستطع أن أعبر بالكلام عما أريده وما أفكر به، فهذا يعد أمراً صعباً بالنسبة لي. ففي أحيان كثيرة أكون جائعاً أو مكبوتأ أو ربما قلقاً، لذا لا تنتظرني أن أعبر بكلماتي عما أشعر به ، بل راقب مظهري وسلوكياتي وحاول أن تكشف ما أعاني منه. - وبسبب فهمي الضعيف للغة، تراني أعتمد أكثر على عيناي لأحاول فهم ما يجري حولي، لذا إذا أردت أن تعلمني شيئا فحاول أن تريني إياه بالحركات ، أكثر من شرحه لي بالكلمات فقط، ولا تمل إذا لم أستطع أن أفعله بالشكل المطلوب، فساعدني عندها بالتكرار وهذا يساعدني على التعلم بشكل أفضل. - شجعني عند نجاحي في عمل الأشياء وانجازها وقم بالاهتمام بها أكثر من الاهتمام بالأمور التي أعجز عن إتمامها، وشاركني بفعلها دون توبيخ أو تأنيب حتى يتسنى لي معرفتها جيداً. - عليك بمعرفة ما يزعجني ، ما يقلقني وما يخيفني من الأشخاص ومن الأماكن ومن الأفعال ، وغيرها من الأمور، وحاول أن تحميني منها جميعاً ، بما يضمن بقائي هادئاً مطمئنا بينكم. و أخيراً إذا كنت فرداً من أسرتي ،أرجو أن تمنحني من الحب والعطف الكثير، فأنا لم أختر ان أعيش هكذا، وتذكر أنني الشخص الذي يعاني من هذا المرض وليس أنت، وبدون دعمك وحبك لي لن أستطيع أن أتقدم وأتعلم أكثر.